أوضح المدير العام للجمعية السعودية للذوق العام بدر محمد الزياني أن الذوق كلمة جميلة موحية تحمل في طياتها معاني اللطف وحسن المعشر وكمال التهذيب وحسن التصرف وتجنب ما يمنع الإحراج وجرح المشاعر بلفظ أو إشارة أو نحو ذلك، وهذه التصرفات إذا قام بها الإِنسان في الأماكن العامة أو بين الأصدقاء وأفراد الأسرة يوصف بأنه «ذوق» لتدل بذلك على مفهوم الذوق العام. وأكد الزياني أن هناك العديد من السلوكيات المحظورة على مرتادي الأماكن العامة هي الإساءة للناس وعدم احترام الثقافة والتقاليد، ارتداء الملابس غير المحتشمة التي تحمل صورًا أو عبارات تسيء للذوق العام، أو رفع الصوت والتلفظ بألفاظ مسيئة في الأماكن العامة أو الكتابة على الجدران، أو رفع صوت المسجل في السيارة عند الإشارات أو داخل الأحياء السكنية، والجلوس وإشغال مقاعد ومرافق كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتشويه المرافق العامة بالكتابة والآلات الحادة، وعرض أرقام الهاتف والعناوين وما في حكمها، وكذلك الحسابات الإلكترونية على السيارات، وفي المرافق العامة وما في حكمها دون ترخيص. كما تشمل المخالفات قطع وإحراق الأشجار في الأماكن الخلوية والممتلكات العامة، والتخييم أو التجمع أو إقامة الأنشطة والحفلات في الأماكن غير المخصصة، وتربية الحيوانات وسط الأحياء والمباني السكنية، أو تركها سائبة في الطريق العام، دون عناية واحتراز، ونقل الماشية والمتعلقات باستخدام الطرق العامة، دون اتخاذ الاحتياطات المناسبة، مشيرًا إلى أن الذوق هو فكر وليس عملاً ممارسًا، حيث يستطيع الإِنسان أن يثقف نفسه عن طريق إتباع تصرفات معينة، أو الالتزام بحضور دورات في الإتيكيت والبروتوكول، أيضًا قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وإتباعها، ومخالطة الأشخاص الذين يتميزون بالذوق العالي لكسب المهارات منهم. وكشف الزياني أن الجمعية السعودية للذوق العام تعمل على برنامج بالتعاون مع برنامج قياس وإمارة المنطقة الشرقية برئاسة سمو الأمير فهد بن عبدالله بن جلوي، ويقدم البرنامج العديد من الدورات للصفوف الأمامية في المؤسسات الحكومية عن طريق معهد الإدارة، ليكون هناك منهج لتدريب جميع الجهات الحكومية على طريقة الذوق العام في الاستقبال والتوديع وطريقة الكلام مع المراجعين، كما تعمل الجمعية على إقامة دورة عن «سلوكيات العمل» خاصة بالقطاعات الخاصة، مشيرًا إلى أنه تم إصدار مرسوم ملكي بلائحة الذوق العام، واللائحة شاملة تحتوي على الطرق والمرافق العامة والمساجد والتميز والعنصرية السخرية والعبارات غير اللائقة، وستطبق بعد ثلاثة أشهر، وفرض عقوبات على المخالفين بينها دفع غرامة مالية لا تتجاوز خمسة آلاف ريال. وأوضحت أخصائية الإرشاد التربوي مريم الحسن أن الأسرة هي الخلية الأولى التي ينشأ فيها الطفل، فلا بد أن يكون المنزل هو المجتمع الذي تسوده الرعاية والعطف والأمان، والأخذ بيد الطفل في كل ناحية من نواحي شخصيته، وتعليمه المهارات التي تساعده على تعلم الذوق العام مثل: إفشاء السلام، المصافحة، آداب الاستئذان، البشاشة الابتسامة للآخرين، المحافظة على الممتلكات العامة، مساعدة المحتاج، احترام الكبار والتحدث إليهم بطريقة لائقة، نبرة الصوت الملائمة في التحدث والتواصل احترام ممتلكات الغير. وقالت الحسن إن هناك عديدًا من القواعد الأساسية التي يجب على الأسرة إتباعها التي تبدأ بالوالدين ليكونوا قدوة حسنة يسعون ليكونوا نماذج سلوكية إيجابية تحث على احترام الذوق العام وآدابه المختلفة مثل: الاستماع للطفل وعدم مقاطعته أو تكذيبه أمام أحد أو الكذب أمامه، وتقديم الدعم المعنوي والتعزيز الإيجابي لسلوكياته الإيجابية تجاه الآخرين، إضافة إلى تربية الطفل على التفكير الإيجابي من خلال تدريبه على تقبل واكتساب العادات الإيجابية ورفض العادات السلبية التي قد تكون بعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا، ويجب على الأسرة استغلال طاقة الطفل في الأعمال المفيدة والتي تعود عليه بالنفع مثل: القراءة وممارسة الهوايات والرياضة، ليتعلم من خلال هذه الأنشطة تهذيب النفس وإدراك أهمية العلم والسلوك الحسن، وكيفية التحلي بالروح الرياضية أثناء المنافسات والأنشطة الجماعية، وتقبل الهزيمة بإيجابية، ليتعلم الاحترام والتقدير للآخرين من حوله، والحرص على متابعة ومراقبة الطفل بطريقة غير مباشرة، خاصة ما يشاهده في التلفاز أو أي وسيلة من وسائل الإعلام وتقديم نماذج للبطولة الراشدة التي تحترم الأخلاق والقيم والذوق، وإبعاده عن النماذج التي عادة ما تجسد البطولة في اختراق القانون والأخلاق.