انتقل إلى رحمة الله، غرة شهر رجب، الشيخ العم محمد بن عبدالرحمن بن الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمة الله عليهم أجمعين. العم محمد من مواليد 1344 للهجرة، حفلت حياته، رحمه الله، بنشاطات متعددة، خدم وطنه ملحقًا ثقافيًا في ثلاث دول: العراق، إيران ودولة الكويت الشقيقة، وأعتبره من المخضرمين، عاش حياته الأولى في كنف والده الشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف، قاضي الخرج في عهد الملك عبدالعزيز، رحمه الله وطيب ثراه، ثم عاش حياة متميزة مليئة بالنشاط والعطاء وخدمة الوطن، إِذ أسهم في الحياة التعليمية والثقافية لعدة سنوات، كان -رحمه الله- عميدًا لأسرة آل الشيخ يستضيف أفرادها في العيدين لسنوات عديدة ويفتح أبوابه للزائرين بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع، ومن خلال مجالسه السنوية والأسبوعية يلتقي فيها أفراد أسرته ومعارفه وأصدقاءه من مختلف طبقات المجتمع، وقد كان لنا معه جلسة علمية استضاف فيها عالم الآثار المبرز الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري، وحضرها عدد من طلبة العلم والمثقفين كان ذلك في الثامن من شهر صفر من عام 1429للهجرة. وفي ذلكم المجلس دار الحديث مع الدكتور الأنصاري، وهو الأكاديمي والآثاري المعرف، دار النقاش حول مملكة سبأ وموقعها الجغرافي، وذكر العم محمد -رحمه الله- أن المتواتر أن بلقيس، الملكة التي ذكر أمرها في كتاب الله، في سورة النمل من القرآن الكريم في عهد النبي سليمان عليه السلام وقصة الهدهد، كانت في اليمن، وكان من الحاضرين في المجلس العم الشيخ حسن بن عبدالرحمن والشيخ محمد بن حسن، عضو هيئة الإفتاء، كما كان في المجلس لفيف من الأدباء والأكاديميين ومنهم الدكتور عبدالرحمن الفريح والدكتور يحيى أبو الخير. كان العم الشيخ محمد محبًا للثقافة والمثقفين، يحب مجالستهم والنقاش معهم في أمور ثقافية وتاريخية وما له علاقة بقضايا المجتمع. وكان -رحمه الله- يقوم بالولاية على أوقاف فرع آل عبداللطيف من ذرية الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وكان -رحمه الله- يستضيف اجتماعات في منزله لمناقشة ما يتعلق بقضايا هذا الفرع من الأسرة. رحمه الله رحمة واسعة، كان محبًا لعائلته ولأسرته ولمعارفه وأصدقائه، كان -رحمه الله- مرجعية لنا في كثير من قضايا الأسرة، كما كان محبوبًا ومقدرًا من ولاة الأمر والأمراء والمشائخ وطلبة العلم، رحمه الله وبارك في عقبه وألهم اللهم ذويه الصبر والعزاء الحسن.