حفل لقاء الشقيقين النصر والهلال يوم الجمعة الماضي بالكثير من الأمور التي تستحق أن نسلط الضوء عليها ونحاول قراءة ما بين سطورها.. ولعل أهمها: «تفوق النصر منذ بداية المباراة.. ووضحت رغبته الجامحة للانتصار.. فتعددت الخطورة.. وكان مرمى الحبسي معرضا للضرب لأكثر من مرة. «ركون لاعبي النصر للتمثيل في الشوط الأول.. وتفرغهم للاحتجاجات.. أخرجهم عن التركيز.. فلم يستثمروا التفوق الفني خلال مجريات الشوط الأول. «تضحية مدرب النصر بالحارس الأسترالي للاستفادة من قلبي الدفاع الأجنبي يحسب له.. فبسبب ثلاثي الهجوم الأصفر مع جوليانو.. أصبح تقوية الدفاع أولوية وهو ما كان. «حمد الله لو تخلى عن تمثيله المتكرر.. وبيتروس لو ترك جانباً اعتراضاته الدائمة.. فهما بلا شك يصنفان من نجوم الموسم.. فكل مباراة لهما إلا ويضعان بصمتهما. «برونو لم يقدم هذا الموسم ما كان يصنعه من تميز دفاعي في المواسم الماضية.. لكنه هدفيه قد يجعلاه نهاية الموسم السبب الرئيسي للبطولة إذا ما بقي الفريق متصدرا حتى نهاية آخر جولة. «في المقابل فإن زوران لازال يعبث بالهلال في كل جولة.. فبعدما عجز عن إيجاد حلول ضد الوحدة.. فشل أمام أحد وهو يشاهد فريقه لا يفعل من تكتيك طوال المباراة سوى العرضيات ومع هذا لم يحرك ساكنا. «وفي لقاء النصر.. كانت تغييراته غريبة جداً.. فكيف مثلاً يخرج ديجينك الأفضل والأكثر خبرة.. ويبقي كنو الذي يملك في رصيده بطاقة صفراء.. وهي من دفع الفريق ثمن تراكمها بعد ذلك. «إبقاءه على جيوفينكو طوال اللقاء رغم سوء مستواه.. فقد كان اللاعب تائهاً فلا هو من يهاجم ولم يحسب مع لاعبي الوسط.. زد على ذلك خوفه من الالتحامات وتحاشيه الإصابات. «هدف سالم الدوسري ربما أجمل لوحة في ذلك المساء.. بل ربما في كل أمسيات الدوري.. اخترق كل جزئيات الدفاع الأصفر.. وسجل هدفا مكتمل الجمال. «مع عدم جاهزية كاريلو بل وتعرضه للإصابة في أسبوع الفيفا.. كان الأولى الزج بالموهوب الشلهوب.. أو حتى هتان.. فقد وضح على البيروفي عدم تعافيه التام من رحلته المتعبة مع منتخب بلاده. أخيراً.. وعطفاً على ما شاهدناه في اللقاء من مجريات.. وما قدمه اللاعبون من عطاءات.. فيبدو أن إدارة النصر أحسنت تجهيز فريقها.. بل الأصح هو فشل إدارة الزعيم في ذلك وعدم قدرتها على قيادة الفريق في المعترك الأهم.. وحتماً إدارة تستغني عن مدرب بحجم خيسوس وهو من كان متصدراً وبفارق كبير ستسهم بشكل أو آخر بما آلت إليه الأمور. آخر سطر مما قرأت: الفشل نوعان: نوع يأتي من التفكير بدون فعل، ونوع يأتي من الفعل بدون تفكير.