تطبيق العدالة بانتقائية نوع من أنواع الظلم. عندما يمارس الإنسان الانتقائية فإنه يراوغ ويتهرّب من ذكر الحقيقة الكاملة لحاجة في نفسه.. ومن يمارس الانتقائية يعاني مهنياً.. وتظل شجاعته ناقصة. لجأ «الفيفا» إلى تقنية VAR، والتي تعني تقنية الفيديو المساعد للحكم (video assistant referees)، لتحديد 4 أمور رئيسة: الأهداف، ركلات الجزاء، البطاقات الحمراء ومخالفات اللاعبين بهدف تحقيق العدالة. صرّح رئيس «الفيفا» بالأمس معلناً نجاح هذه التقنية، ومؤكدًا أنها أصبحت جزءاً من كرة القدم وحققت قدرًا من الإنصاف والعدالة في اللعبة. ومنذ اعتماد تطبيقها في الدوري السعودي في ظل الاستعانة بالحكام الأجانب حققت هذه التقنية نجاحاً باهرًا، فقد قضت على الأخطاء التحكيمية الفادحة، وقلَّلت من الأخطاء المؤثِّرة في سير ونتائج المباريات إلى حد الندرة، وكشفت زيف المطالبات الوهمية وحملات التشكيك التي دأب (المرجفون) من بعض مسؤولي الفرق والجماهير والإعلاميين على إطلاقها وتغذيتها بادعاء المظلومية والضرر. وكتبت ذات تغريدة «الفار إحدى وسائل محاربة الدفع الرباعي»، وأنه جاء ليرسخ عدالة التنافس، وها هو يزيد من مساحة العدالة. اللافت أن بعض الأصوات ارتفعت قاصدة التشويش على هذا النجاح وطالبت بوأد هذه التقنية وتغييبها وهذه من علامات التخلف الرياضي الظاهرة، ونجحت في التأثير إلى حد عدم اللجوء إليها في ثلاث مباريات مفصلية شهدت عدة حالات تحكيمية مثيرة للجدل بشكل غريب ومريب في ظل صمت مطبق غير مبرر من لجنة الحكام! وهنا نتساءل، من المستفيد من هذا الغياب الغريب لهذه التقنية المتطورة، التي تساعد الحكام على فضح الأخطاء والمخالفات وتطبيق العدالة؟ ومن غيَّب صوت حكام هذه التقنية خلال تلك المباريات؟ أتمنى أن يتعامل اتحاد الكرة بالشفافية المطلوبة ويحقق بموضوعية عن سر هذا الغياب العجيب خاصة مع اقتراب جولات الحسم والدوري من نهايته. خاتمة الشفافية، الموضوعية والمهنية.. هذه هي المبادئ الأساسية للنجاح والتميز.