من الطبيعي جداً أن تتّسم لقاءات الثلث الأخير من الدوري بالقوة والشراسة، والحرص على عدم التفريط بأي نقطة نظراً لصعوبة التعويض واشتداد المنافسة. ولا فرق في ذلك بين فرق المقدمة أو فرق الوسط أو حتى فرق المؤخرة، فكل فريق له طموحاته وحساباته الخاصة، وقد شاهدنا بعضاً من القوة التنافسية خلال المباريات الأخيرة بلا استثناء. بمعنى أن حالات الاسترخاء والأمل بالتعويض في قادم اللقاءات قد اختفى تقريباً بانتهاء الثلثين الأول والثاني من الدوري، وحلّ محلّها (الله الله ع الجد والجد الله الله عليه) على رأي أهل مصر. اللافت للنظر هو غزارة التهديف خلال المباريات الأخيرة، وارتفاع معدل الإبداع الكروي، كذلك ارتفاع معدل الحضور الجماهيري مما أضفى على المباريات الكثير من المتعة والقوة والمتابعة والتشويق. المنشغلون بالهلال لا ينامون بطبيعة الحال أنا لا أعني هنا عشاقه وأنصاره، فهم أسعد العشاق والأنصار على مستوى أوساطنا الرياضية دون منازع، ولكنني أعني الصنف الآخر من المنشغلين بالشأن الهلالي تحديداً والذين يولون مراقبته جُلّ وقتهم واهتماماتهم بدافع (الحقد والحسد) «عياذاً بالله» ولهم في ذلك مبرراتهم (الهلاميّة) التي أكل الدهر عليها وشرب. عليك أن تتخيل الصراع النفسي لفئة من أولئك وهم يشاهدون إحدى المباريات الأخيرة للهلال.. فهم يكرهون أن يشاهدوا الهلال فائزاً هكذا جبلوا، ولكنهم يريدون هزيمة الفريق المقابل خدمةً لفريقهم، تخيل إلى أي مدى يعذبّون أنفسهم!. اللافت أنه كلّما اتّسعت رقعة أولئك، وكلّما اشتدّ عنفوان حسدهم وحقدهم، ارتفعت معدّلات تجلّي الزعيم واستقبلت خزائنه المزيد من الإنجازات والألقاب والتفرّد بالأولويات (ما شاء الله لا قوة إلا بالله)، وهو ما يعني زيادة معاناة أولئك الذين لا تدري هل تدعو لهم أم تدعو عليهم.