تتولى المملكة إنشاء مراكز عالمية، وهي بذلك تبدأ حقبة جديدة من النمو لواحد من القطاعات المزدهرة في المملكة، ستكون مدينة الطاقة بوابة رئيسية لاقتصادات المنطقة، مع استمرار الدور الرائد لشركة أرامكو السعودية في صناعة الطاقة، وهي تتطلع إلى التعاون مع شركائها من الخارج، ومع شركات القطاع الخاص، من أجل بناء مركز عالمي للطاقة يعمل على تسريع إيجاد الحلول على جميع مستويات سلسلة القيمة في مجال الطاقة للمستقبل. إنشاء هذه المدينة يلبي متطلبات المستثمرين بمشروعات نوعية وبنية تحتية قوية، لذلك أتت مدينة الطاقة (سبارك) في المنطقة الشرقية بين مدينتي الدمام والأحساء، التي ستكون مركزاً عالمياً للطاقة والصناعة والتقنية على أرض مساحتها 50 كيلو متراً مربعاً، وستكتمل المرحلة الأولى من أعمال إنشاء مدينة الملك سلمان للطاقة في عام 2021 . تتولى شركة أرامكو السعودية تطوير البنية التحتية للمدينة وتشغيلها وإدارتها وصيانتها، بالشراكة مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، ويهدف المشروع إلى تعزيز مكانة السعودية بوصفها مركزاً إقليمياً وعالمياً للطاقة، ومن خلال تنمية قطاع صناعات وخدمات سعودي تنافسي، على مستوى عالمي، ومساندة مبادرات المملكة الإستراتيجية للتنمية الاقتصادية، وتنويع مصادر الدخل الوطني، وتوفير فرص وظيفية، من خلال تعزيز دور القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الدولية. ستصبح مدينة الطاقة مركزاً عالمياً للتصنيع والخدمات المرتبطة بالطاقة، ومنها أعمال التنقيب والإنتاج، وأعمال التكرير والمعالجة والتسويق، وإنتاج البتروكيماويات من الزيت والغاز الطبيعي، وإنتاج الطاقة الكهربائية ونقلها وتوزيعها ومعالجتها، والتعامل مع مياه الصرف الصحي ومعالجتها. بدأت أولى ثمار الاستثمار في المدينة بتوقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتأجير أرض وبناء شراكات استثمارية بالمدينة بقيمة مليار و200 مليون ريال، ومن تلك الشراكات العالمية مثل شلمبر جير، وهالبيرتون، وبيكر هيوز وهي إحدى شركات جنرال إلكتريك وغيرها من الشركات العالمية إلى جانب شركات محلية، بجانب تأسيس شركة للاستثمار في تقنية المعلومات والاتصالات، ومشروع مشترك للأمن السيبراني وغيرها. ستوجد هذه المدينة تكاملاً متناغماً مع المدينة الثالثة في الدمام، والمدينة فرصة لاستقطاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورعايتها، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال في قطاع الطاقة، أي أن الصناعات الصغيرة والمتوسطة تستفيد من استضافة المدينة أول مركز صناعي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في المملكة، وخصوصاً أن المدينة تضم خمس مناطق رئيسية أولاها صناعية تركز على التصنيع العام، والكهربائيات والمعدات، والسوائل والكيماويات، وتشكيل المعادن، والخدمات الصناعية. يوجد في مدينة الطاقة ميناء جاف طاقته ثمانية ملايين طن متري من الشحن سنوياً، ومنطقة لأعمال أرامكو الخاصة بالحفر وصيانة الآبار، ومنطقة متخصصة بأعمال التدريب، وتتسع لعشرة مراكز تدريب تستهدف رفع مهارات وبناء قدرات الكوادر الوطنية، بجانب منطقة سكنية وتجارية وترفيهية. يتوقّع أن توفر المدينة 22 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي، وتوفر نحو 100 ألف فرصة وظيفية، وتدعم هذه المدينة مشروع أرامكو اكتفاء الذي أطلقته أرامكو في ديسمبر 2015، بهدف الاستفادة من العلاقة بينها وبين المصنعين، والموردين ومقدمي الخدمات لرفع مستوى المحتوى المحلي إلى نحو 70 في المائة مع نهاية عام 2021.