يمثل عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور راند بول، حالة خاصة، فهو جمهوري ويميني متطرف، يمثل ولاية كنتاكي الجنوبية، وهي ذات الولاية، التي ينتمي لها الملاكم الأشهر، محمد علي كلاي، فبعد فوز محمد علي بالميدالية الذهبية في أولمبياد روما، في عام1960، عاد إلى ولايته مزهوًّا بها، ثم تم التعامل معه كمواطن من الدرجة الثانية، إذ كانت قوانين الفصل العنصري تطبق في هذه الولاية الجنوبية آنذاك، فما كان منه إلا أن رمى الميدالية في النهر، تعبيرًا عن الاحتجاج، الذي لازمه طوال حياته، ولا تزال كنتاكي، كما ولايات الجنوب الأخرى، ولاية جمهورية حمراء، تصوت للجمهوريين، بل تصوت لأكثر الجمهوريين تطرفًا وعنصرية إن صح التعبير، فممثل الولاية الآخر في مجلس الشيوخ، هو زعيم الأغلبية في المجلس، ميتش مككولن، الذي سبق أن كرّس كل جهده، على مدى 8 سنوات، لمحاربة باراك أوباما. راند بول، هو ابن عضو مجلس النواب السابق عن ولاية تكساس، الجمهوري ران بول، المحافظ، الذي سبق أن ترشح للرئاسة ثلاث مرات، وينسحب في كل مرة من المراحل الأولية، وقد اشتهر بأنه الأب الروحي لحزب الشاي، الذي تأسس كرد فعل على فوز أوباما بالرئاسة، ويبدو أن الابن لم يكتف بأن ورث الأيدولوجية المحافظة عن والده، بل ورث عنه أيضًا الموقف الحاد ضد المملكة، وإن كانت مواقف الابن أكثر تطرفًا، فهو لا يتوقف عن الحديث ضد المملكة، حتى قبل حادثة تركيا، فكل يوم يجد موضوعًا جديدًا يزايد فيه، خصوصًا مسألة صفقات السلاح، ومع أنه أمر معتاد، أن يصرح الساسة بمثل ذلك، إلا أن ما يفعله راند بول ضد المملكة أمر تجاوز كل الحدود. موقف راند بول العدائي ضد المملكة، يصعب تفسيره على أنه جزء من إيمانه بالقيم الأمريكية، وأكاد أجزم، بحكم متابعتي لمسيرته، أنه يهاجم المملكة من منطلقات أيدولوجية عنصرية، إذ إن له مواقف أخرى توحي بذلك، فهو يمثل اليمين الأمريكي المتطرف، الذي لولا سطوة القانون الصارم، لأعلن عن مواقفه ضد السود واللاتينيين، وضد الأديان الأخرى، فهذا اليمين، هو الذي صفّق، ثم صوت للرئيس ترمب، عندما صرح بعبارات مثيرة ضد اللاتينيين، أثناء ترشحه للرئاسة، فقد قال عنهم: «إنهم لصوص ومدمني مخدرات»، ولئن كان مقبولا من شخص عادي أن يتخذ مواقف سلبية من شخص ما أو بلد ما، من منطلقات عنصرية، إلا أنه من المعيب أن يحدث ذلك من سياسي مرموق، وهذا ما يفعله راند بول مع المملكة منذ زمن طويل!.