بكل الأمنيات والدعوات بالتوفيق ،يبدأ منتخبنا اليوم رحلة البحث عن مكانه الطبيعي في قمة آسيا عندما يلتقي منتخب كوريا الشمالية الملقب بالتشونيما «الحصان المجنَح»في مواجهة افتتاحية لا يمكن تصنيفها ضمن المواجهات السهلة بعدما تغيرت خارطة الكرة والطموحات والشغف بالانتصارات. بالأمس الأول قدم منتخب الأردن درسا قاسيا لحامل اللقب أستراليا واستطاع هزيمته وهزيمة التوقعات المبكرة بهدف ياسين بني ياسين ،وأثبت النشامى في المباراة أن الاستحواذ بدون فاعلية مجرد مضيعة للجهد والوقت ،فقد استحوذت الأردن في 30 % واستطاعت إصابة الشباك ،في حين بلغ استحواذ الأستراليين 70 % لكنهم في النهاية عجزوا عن هز مرمى الحارس المخضرم عامر شفيع الذي يخوض البطولة للمرة الرابعة متساويا مع مشاركات منتخب بلاده التي بدأت في نسخة 2004. منتخبنا اليوم يُنظر له كما ينظر لمنتخب أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وجميعهم كبار المرشحين للقب ،هذا لا يعطي تسليما مبكرا بحسم الأمور في الميدان إذا لم تتوفر العوامل الأخرى وفي مقدمتها الفاعلية والأداء القتالي والتكتيكي الذي يجب أن يكون عليه رجالنا اليوم. كرة كوريا الشمالية بالتأكيد أنها لا تقارن بالكرة السعودية لكنها تطورت، لم تشارك كوريا سوى في أربع نسخ سابقة وهذه الخامسة ،خاضت 15 مباراة فازت في 3 منها وتعادلت في اثنتين وخسرت 10 مرات لها 14 هدفا وقبلت 26 هدفا ،بينما منتخبنا يحضر للمرة العاشرة ،بطل آسيا في ثلاث منها ووصيفها في ثلاث، مع ذلك التقينا بهم في 7 مواجهات مشهودة منذ أكتوبر 1989، فزنا في 3 وخسرنا في اثنتين وتعادلنا في مثلها وهذا يكفي لأن يدخل الصقور وبين أعينهم أنهم لا يواجهون منتخبا سهلا حتى وإن كان التاريخ والجغرافيا والترشيحات الكروية لا تدعمه ففي يوم من الأيام كان حضوره مزعجا ومفاجئا. أمر مهم نتمنى أن يدركه نجوم الأخضر ،وهو أن بطولة كأس آسيا ستكون الباب الكبير الذي منه يكتبون تاريخا جديدا لبلدهم ولأنفسهم ،فلأول مرة يذهب الأخضر بدون حملة إعلامية سابقة أو مرافقة لرحلته ، فرصة رائعة أن تذهب بدون ضغوطات لتقدم كل ما لديك وتعيد كتابة المعادلة الكروية وتلفت جميع الأنظار بتحقيق كل الأمنيات. الفرصة أيضا تتجدد أمام السيد بيتزي مدرب المنتخب ليكون جزءا من تاريخ الكرة السعودية مثلما فعل خليل الزياني وكارلوس البرتو وفينغادا ، فلا عذر لبيتزي بعدما أعطي الوقت والإعداد وحان الوقت ليقدم لنا الطموحات المنتظرة. أطفال الكهف مجددا! رائعة هي كرة القدم عندما تمتزج مع الوقائع والمعنويات، قدم الاتحاد الآسيوي في نسخة 2019 فرصة رائعة عندما استضاف أربعة لاعبين من أطفال الكهف أو فريق أكاديمية «وايلد بورز التايلندية» ومدربهم المساعد ليشاهدوا مباراة الافتتاح لبلدهم تايلند ضد منتخب الهند،صحيح خسرت تايلند وأقيل المدرب ميلوفان راجفيك لكن الرياضة انتصرت وأكدت أن ملعبها يتسع للمتعة وتسجيل الأهداف السامية.