كثيرًا ما تفتتح صالات عرض فنية (جاليريات) في مدن المملكة، بالذات الرياضوجدة والدمام، ثم لا تلبت أن تُغلق، أو تتحول إلى قاعات مناسبات، يتم تأجيرها على الفنانين لإقامة معارضهم، ولو فتحنا حواراً متخيلاً بين فنان تشكيلي وصاحب جاليري لجاء كالتالي: * أصحاب الجاليريات ليسوا شركاء حقيقيين، ولا يعملون بشكل احترافي، ويتعجّلون الربح، لذلك لا يقومون بدورهم في تسويق أعمال الفنان والترويج لها والبيع ونيل نسبة الجاليري التي تصل أحيانًا إلى 40 بالمئة من قيمة كل لوحة مباعة، ومع ذلك لا يعجبهم العجب، فيؤجرون قاعاتهم للفنانين! - بالعكس نحن نقوم بدورنا لكنكم الفنانون تخذلوننا، نتعب ونخسر، ونوقّع عقداً احترافياً واحتكارياً معكم، ونفاجأ بكم تخلون بشروط هذا العقد! * كيف نخل بشروط العقد، أكيد عقودكم الاحتكارية ظالمة وغير مجدية؟! - تخلون بها بأن تبيعوا من مراسمكم، تحولون المرسم إلى دكان لوحات، تبيعون من خلال حساباتكم في الانستغرام وتويتر وفيس بوك، ولا تحترمون عقد الجاليري وتعب وخسائر التسويق لأعمالكم! * نحن لا نبيع إلا لأنكم تفشلون في التسويق، تحتكرون الفنان، وتحتجزون أعماله عندكم، ثم لا تبيعون شيئًا منها، فهل تعتقد أننا سنرفض البيع من مراسمنا، وأنتم فاشلون في التسويق؟ هل ندفن أنفسنا وأعمالنا لأجل عقودكم الفاشلة؟ - طيب ما الحل في نظرك؟ ألا توافقني أن الحل هو تأجير الصالة عليكم، وبيعوا كما تشاؤون من الصالة أو من منازلكم؟ * لا طبعًا، الحل هو أن تحترموا المقتني، تخفضوا نسبتكم العالية، وتضمنوا لنا على الأقل بيع خمس أو ست لوحات سنوياً، حتى لو قمتم أنتم باقتنائها، حتى تضمنوا لفنان احتكرتم اسمه وأعماله دخلاً شهريًا مناسبًا، يمكنه من التفرّغ للرسم والإبداع! - ولماذا تعتبر نسبة الجاليري عالية؟ لماذا لا تكون أسعار لوحاتكم أصلاً غير واقعية؟ أنتم تبالغون في تقدير أعمالكم، ولا ترجعون لآلية العرض والطلب في السوق! * تقدير سعر اللوحة هذا أمر لا أفهمه، هل تشرح لي ما هي معاييرك كجاليري في تقييم اللوحة والفنان! - هذا أمر يطول، لكنه باختصار يعتمد على اسم الفنان، تاريخه، سيرته، اقتناء أعماله من قبل متاحف وكبار المقتنين، دخول أعماله في مزادات عالمية، وغيرها من معايير يصعب شرحها.