كشفت صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية الانتهاكات التي تمارسها مليشيات الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، وتحديدًا في العاصمة صنعاء، حيث نقلت شهادات عديد من الضحايا الذين اعتقلهم الحوثي. التقرير من إعداد مدير مكتب الصحيفة في القاهرة سودارسان راغافان، أشار فيه إلى أن المليشيات الحوثية تقوم بممارسة انتهاكات واسعة على المعتقلين بما ذلك التعذيب، والاحتجاز، والإخفاء القسري على نطاق واسع، وهي بتلك الانتهاكات توجد جوًا متناميًا من الخوف والترهيب في العاصمة، وفي المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. ونقلت الصحيفة شهادات ضحايا قابلتهم داخل اليمن بعد فرارهم من مناطق سيطرة الحوثيين، وآخرين التقت بهم بعد إفلاتهم من قبضة الحوثي وانتقالهم إلى دول عربية، وصفوا ما يتعرض له المعتقلون داخل السجون من ممارسات وانتهاكات جسيمة. وقالت الصحيفة: إن الحوثيين استهدفوا النشطاء، والصحفيين، والمحامين، والأقليات الدينية، والمديرين التنفيذيين، وأي شخص يقف ضد حكمهم وأيديولوجيتهم، كما اقتحم المسلحون التابعون لهم المنازل ليلاً، واعتقلوا الناس وأوجعوهم ضربًا بسبب نزاعات بسيطة، أو بسبب انتقاداتهم لحركتهم. ووصف ثلاثة سجناء سابقين آخرين كانوا محتجزين لدى الحوثيين أساليب إضافية من صور التعذيب البشع المخالف لحقوق الإِنسان، ومن ذلك ربطهم من الأرجل والذراعين بسلاسل معدنية، وإطفاء الحريق على أجسامهم، ولتقريب الصورة البشعة من التعذيب فإن ما كان يمارس بحقهم شبيه بحالة شوي الدجاج، وفي بعض الأحيان يتم رمي ثعبان حي داخل الزنزانة، إضافة إلى استخدامهم التعذيب النفسي. وتكشف الصحيفة أن الحوثيين استهدفوا النشطاء والصحفيين والمحامين، وأن «قليلاً من هؤلاء الضحايا يتم محاكمتهم، أو يمكنهم تعيين محامين، والمحاكم إما غير موجودة، أو تستخدم فقط لإصدار الحكم، وفقًا لنشطاء حقوق الإِنسان والضحايا». وأوضحت أن المتمردين فرضوا عن طريق سلطاتهم ضرائب على الشركات، واستولوا على أرباح كبيرة، في الوقت الذي يزعمون أنهم لا يستطيعون دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، أو مساعدة ملايين اليمنيين الذين يتضورون جوعًا. ونقلت عن الناشط هشام العميسي الذي اعتقله الحوثيون من قبل وأفرجوا عنه لاحقًا وفق وساطات قبلية «الناس محبطون...يقول كل واحد منهم أنا جائع وأموت وليس هناك راتب، وفي هذه الأثناء الحوثيون يقودون سيارات باهظة يصل قيمة الواحدة منها إلى 200.000 دولار». وقال العميسي الذي انتقل إلى القاهرة خوفًا من اعتقاله مجددًا، إنه تم أخذه عدة مرات إلى غرفة أطلق عليها السجناء «الورشة»، وفيها تستخدم السكاكين وغيرها من الأدوات الحادة «لقطعك إلى أشلاء»، و»يتم ربطك في السقف وإبراحك ضربًا». وأضاف «استخدموا السلاسل المعدنية معي، فأصابوا ظهري وفخذي ورأسي»، وأشار إلى أنهم لا يسمحون له بالذهاب إلى الحمام إلا مرة أو مرتين في اليوم، لمدة دقيقتين، وطُلب منه كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بالاعتراف في محطة التلفزيون التابعة للمتمردين بأنه يقوم بمهمة التجسس لصالح أعدائهم، يقول العميسي إنه رفض ذلك، ولم يستجب لهم. احتجاجاً على ارتفاع الأسعار التي تجعل الملايين على حافة المجاعة، ودعت إلى استئناف رواتب الموظفين الحكوميين». وأضافت «أرسلت السلطات المتمردة الموالين لها لمهاجمة النساء المتظاهرات باستخدام الخناجر، والهراوات، وأجهزة الصعق الكهربائية، كما أرسل الحوثيون النساء لإلقاء محاضرات على المتظاهرات حول التزامهم بالله وعدم حضور مثل هذه التجمعات». وقالت رشا جرهم وهي ناشطة يمنية ساعدت بعض النساء المحتجات على الفرار من العاصمة: «بالنسبة للحوثيين فإن الاحتجاجات تعد محاولة مخططة من قبل أعدائهم لتقويضهم»، مضيفة: «إنه جنون العظمة...إنهم يعرفون كيفية السيطرة فقط من خلال الأمن، مثل كل الديكتاتوريات في التاريخ».