بعد عمر حافل بالأعمال الجلية والسيرة الحسنة والكرم والشهامة والمروة خطفت يد المنون الوجيه الكريم البشوش أبا علي عبدالله بن سعد المزروع في فجر يوم السبت الموافق 8-4-1440ه عن عمر يناهز الواحد والثمانين عاماً عاش جلها في مسقط رأسه جلاجل التي أحبها وأحبته وألفها وألفته وكان واجهة مشرقة لهذه المدينة الأنيقة التي لم يبخل عليها بجاهه وماله وجهده فبادلت حبه بحب حيث كان وجيهها وقامة من قاماتها لا يكاد يذكر اسم جلاجل إلا كان مقروناً بأبي علي فهو صوتها الجلي ووجها البشوش ودينوها المحرك سعى جاهد في تطويرها ورقيها وكان حفياً بأهلها وضيوفها صوته مجلجلاً في محافلها بكل كلمة طيبة وترحيبة رطبة ينزل الناس منازلهم ويعرف للرجال مواقفهم له في أرجاء جلاجل بصمات مضيئة وحكايات جميلة تربى على يديه أجيال متعددة لم يثنه المرض والتعب عن استقبال ضيوفه أو سعيه بالمنافحة عن مدينته له صولات وجولات مع الكشافة السعودية فهو أحد قادتها المعروفين ومن أعمدتها المميزين لم يتوانَ عن خدمتها إلى أن وافاه الأجل فرغم تقاعده عن التعليم إلا أنه ظل وفيات لها وتولى قيادة رواد الكشافة بمحافظة المجمعة وحقق لها نجاحات عظيمة ومناشط كريمة وحضورًا ظاهرًا يعد من أبرز رجالات سدير موصفاً بالكرم والشهامة وحب الآخرين بشوشاً صادقاً محبًا للجميع له رأي سديد ومنطوق جميل مقدرات من الجميع إذا افتقدك سأل عنك ربى أبناءه وبناته على صفاته فهم واجهات مشرقة في كل مكان يعملون به، صبر على مرض زوجته حتى وافها الأجل ومرض بعدها وصبر واحتسب حتى وافته المنية فأسلمت الروح إلى بارئها راضية مرضية جمعتني به لقاءات عديدة ومكالمات كثيرة لم يتعرض لأي إنسان بسوء فيها همه الصالح العام وحب الوطن وقيادته وتلاحم المواطنون وطنياً حتى النخاع له وقفات تذكر وتشكر ستفقد جلاجل رجلاً من رجالاتها محبًا لها مدافعاً عنها أحب الجميع فأحبوه وكانت الصلاة عليه في جامع الشعيبه عصر السبت شاهد على ذلك فامتلاء المسجد على رحابته وكان حقاً الموعد يوم الجنائز العزاء لأبنائه وبناته وأحفاده ولأسرة المزروع الكريمة ولأهالي جلاجل خاصة ولعموم أهالي سدير عامة ولمحبي أبي علي وأصدقائه ومعارفه الكثر اللهم ألهمه الصبر والسلوان وأجبر كسرهم وأحسن عزاءهم وألطف بهم اللهم يا ودود يَا ذَا العرش المجيد إن عبدك ابن عبدك ابن أمتك عبدالله المزروع بين يديك وفِي ضيافتك اللهم أكرم وفادته وأحسن ضيفته وهون حسابه ويمن كتابه ولين ترابه وألهمه حسن جوابه اللهم طيب ثراه وأكرم مثواه واجعل الجنة مستقره ومأواه اللهم اجعل ما أصابه رفعة لدرجات وتثقيل لحسناته وأن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} والحمد لله رب العالمين. ** **