يعتبر الفقيد من أكثر الناس بحثا في ربوع المملكة و الوقوف عليها و قد أخذ درجات لكل ما وقف عليه ، و حسب علمي أن لديه عدة كراتين مملوءة من هذه الدرجات التي كان يحتفظ بها رحمه الله ، و قدم للمملكة ما لم يقدمه غيره ، فقد ألف سبعة عشر كتابا عن جميع بقاع المملكة ؛ بل اضطره الأمر للسفر إلى اليمن و عمان و الأردن لاستكمال بعض المعلومات عن المواقع المرتبطة ببعض الطرق الشهيرة ، و تعتبر شخصية عبد الله رحمه الله شخصية متواضعة مع الجميع ، يستقبل في منزله الكثير من الباحثين من الجامعات و دارة الملك عبد العزيز و غيرها ، و يقدم لهم ما يطلبونه ، و قد تعاون مع دارة الملك عبد العزيز عدة سنوات، و رافقته في رحلات كثيرة ، فكان دقيق الملاحظة ، لا يرضى إلا بالوقوف على المكان مباشرة، و قد يعود له عدة مرات للوصول للحقيقة ، و يكلف نفسه بالصعود للجبال ، في حين يمر على أمراء المناطق و المراكز للحصول على بعض ما يحتاجه من بعض كبار السن الذين يقطنون في المكان الذي يود البحث فيه ، و كان من كثرة تجواله لا تبقى السيارة معه أكثر من عام أو عامين ، و عندما ذكر ذلك للملك سلمان حفظه الله عندما كان أميرا للرياض أعطاه سيارة جديدة مثل سيارة الجيب التي كان يستخدمها في ترحاله ، و قد يطول الحديث عن الفقيد ، و لكنه قبل شهرين زارني في الطائف لاستكمال بحثه عن الطرق القديمة في جبال الهدا ، و ذهبت معه أنا و عبد المجيد السبهان من مكة و دون ما يحتاجه من معلومات ثم عاد للرياض . رحم الله أبا صالح و أسكنه فسيح جناته. ** **