كانت السعودية تتجه إلى الشرق من الأربعينات الميلادية وحتى الآن باعتباره موطن آبار النفط، لكن سمو ولي العهد محمد بن سلمان قال في الرؤية السعودية 2030 عند إعلانها عام 2016م وفِي حوارات تلفزيونية إن الغرب يقصد غرب السعودية البحر الأحمر فيه من الخيرات الشيء الكثير، وبالتحديد كان يقصد شمال البحر الأحمر منطقة تبوك وشمال المدينةالمنورة لأنها بوابة تطل على البحر الأبيض المتوسط، ويمكن أن تكون حركة الاقتصاد والاستثمار القادم، وتصبح موانئ لتصدير النفط الخام والمعادن عبر خطوط أنابيب النفط ونقل المعادن والبضائع عبر سكة الحديد. ركن السعودية شمال غرب ليست حقيقة غائبة لكنها أيضا ليست حاضرة جاهزة، وإن كان لها أصل في التاريخ الحضاري القديم، عندما كانت تبوك موطن الحضارات وممرا قائما لحركة وطرق التجارة والحج، وأحد الصلات الحضارية التي تربط الشام والشمال الإفريقي تربطها بالجزيرة العربية عبر طرق برية وساحلية تعرف بطريق القوافل الشامي ومصري، كذلك تسلكه قوافل المغرب الأقصى وشرقي ووسط إفريقيا، لكن طرح الأمير محمد يختلف كثيرا فهو لا يركز على التجارة الإفريقية فقط وإنما القصد أوروبا والعالم الغربي ودول الأطلسي، بدلا من موانئ الخليج العربي وبحر عمان وبحر العرب ومضائق هرمز وخليج عدن وباب المندب ومياه المحيط الهندي ومخاطر جنوبالبحر الأحمر، ليكون العبور مباشرة عبر قناة السويس ومنه إلى البحر الأبيض المتوسط وأوروبا والمحيط الأطلسي. هذه طروحات وحلول اقتصادية واستثمارية تغير خريطة التجارة في الجزيرة العربية وغرب آسيا التي كانت من الأربعينات مربوطة بالخليج حتى قيام حرب الخليج الأول بين العراقوإيران عام 1980م. ثم ثورات الربيع العربي عام 2010م وتدخل إيران بشؤون الخليج، هي الحلول الأكثر فاعلية والأقل ضرراً لتأتي رؤية السعودية 2030 التي تبناها وأعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتقدم المشهد كاملا والصورة البانورامية الواسعة بالملفات والأطالس وخريطة الطريق، وتبرز الدور الاستثماري والاقتصادي لركن السعودية الشمال الغربي التجاري ووجه السعودية الجديد.