فقدت الأمة عالِماً جليلاً وعَلماً من أعلامها المخلصين.. المربي الفاضل عبد الله بن علي العمر -رحمه الله- عن عمر يناهز الثمانين عاماً، أحد رجالات المجمعة البارزين، وُلد في مدينة المجمعة ودرس في المدرسة السعودية الابتدائية وأكمل تعليمه لمرحلتي المتوسطة والثانوية في المعهد العلمي بالمجمعة ثم التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية «كلية اللغة العربية».. فبعد تخرجه بدأ حياته العملية في الحقل التعليمي، تم تعيينه في معهد المعلمين بالزلفي وبعدها بسنتين عيّن مديراً للمعهد العلمي بحوطه سدير لسنوات، وبعد إنشاء مجمع تعليمي بالمجمعة للمرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية آنذاك تم ترشيحه مديراً له، وبعدها بسنوات تم فصل المرحلة المتوسطة واستمر مديراً لثانوية المجمعة لأكثر من ثلاثة عقود، تخرّج خلالها العديد من أبناء المحافظة الذين تقلّدوا الكثير من المناصب الرفيعة على مستوى الوطن. لقد ترك -رحمه الله- أثراً ناصعاً وإرثاً زاخراً من الأعمال الجليلة وسبّاقاً لأعمال الخير والتي لم تُعرف إلا بعد وفاته، وكان يتصف -رحمه الله- بالطيبة ودماثة الخُلق والجود واللين ويعطي كل من يقابله حقه من المعاملة الحسنة دائماً وكلمات لا تخلو من النصيحة. لقد ترك غيابه -رحمه الله- فراغاً كبيراً في حياة الكثير ممن أحبوه وعرفوه عن قرب. رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته -.. لقد نذر نفسه ووقته لخدمة دينه ووطنه وولاة أمره ومجتمعه ونصرة الحق.. وكان عمره حافلاً بالأعمال الخيِّرة والمزايا الطيبة والسجايا الكريمة.. ولين الجانب وسمت العالِم الرفيع، وحسن الخلق وحب الخير والرفق بالناس ومعرفة أحوالهم وسعة الحلم ورجاحة العقل.. صاحب فطنة وكياسة، شجاع في الحق لا يخاف في الله لومة لائم، وصاحب أدب رفيع وصبور شديد التحمُّل، سلس الحديث، ثاقب الرأي حصيف، ويعطي كل من يقابله حقه من المعاملة الحسنة وينزل الناس منازلهم ويعرف لهم قدرهم ويقضي حوائجهم وكانت الابتسامة لا تفارق محياه دائماً، مكتبه مفتوح وأذنه صاغية، ورع تقي فكان قريباً من الناس، له حضور أخاذ لدى المستمع والمشاهد. وكان يأتي إلى عمله مبكراً ولا يخرج حتى ينهي ما لديه من أعمال ويبذل جهده ووقته لخدمة العلم وطالبه ويدعم الجمعيات الخيرية، ويعطف على الفقراء والمساكين والمحتاجين وييسر لهم أمورهم ويسد لهم حاجاتهم بقدر ما يستطيع.. ويجل العلماء وطلاب العلم ويدنيهم منه ويحترم آراءهم، ويُجادل بالتي هي أحسن ويدفع السيئة بالحسنة. فخالص عزائي وصادق مواساتي إلى أبناء الفقيد الأساتذة بدر ومساعد وسلطان، وأرحامهم وأقاربهم وأصدقائه وجميع تلاميذه ومحبيه وكل أسرة العمر سائلاً المولى - عز وجل - أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، (ولله ما أخذ ولله ما أعطى ولا حول ولا قوة إلا بالله). رحم الله أبا علي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. ** **