هو العلامة الشيخ راشد بن صالح بن خنين من علماء نجد، وكانت ولادته في عام 1340ه كانت وفاته رحمه الله يوم الاحد الموافق 13-6-1435ه عن عمر يناهز 96 عاماً بعد معاناة مع المرض، وتمت الصلاة عليه عصر يوم الأحد في جامع الملك خالد بأم الحمام في الرياض وكان الفقيد قد تلقى دروسه بمدرسة كتاب احمد بن عبدالله بن عتيق ببلد الدلم في منطقة الخرج ثم عند رشيد بن خنين ثم تعلم مبادى في العقيدة والنحو على يد الشيخ محمد بن الشيخ عبدالعزيز الصيرامي ثم سافر للرياض وواصل الدراسة في العقائد ومبادئ النحو والفرائض على يد عدد من المشايخ الكبار كسماحة الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ مفتي الديار السعودية انذاك رحمه الله، والشيخ عبد العزيز بن باز، وتخرج في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1376ه ومن اساتذته العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ حمد الجاسر والشيخ عبدالعزيز بن رشيد والشيخ محمد مختار الشنقيطي والشيخ عبدالرحمن الافريقي والشيخ عبدالرزاق عفيفي ومن مصر الاساتذه عبداللطيف سرحان ويوسف الضبع ويوسف عمر... ومن زملائه المشايخ ابراهيم بن الشيخ محمد بن ابراهيم وحمود العقلاء وعبدالله بن غديان وعبدالله بن ادريس وعبدالملك بن عمر ال الشيخ وصالح ابن رشود.. تم تدريسه لمدة سنة بالمعهد العلمي بالاحساء والمعهد العلمي بشقراء لمدة سنتين ثم عمل موظفاً بوزارة العدل، وتدرج في الوظائف حتى صدر مرسوم ملكي بتعيينه وكيلاً لوزارة العدل عام 1390ه، ثم تم تعيينه بالقضاء ثم عضوا في المحكمة الكبرى بالرياض وهو اول عضو برئاسة القضاء ثم تم اشرافه على الجهاز الاداري لرئاسة القضاة ثم نائبا لرئيس القضاة واشتراكه مع الهيئة العلمية بعد وفاة الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله للنظر في المعاملات القضائية واشتراكه في اعداد بعض مشروعات الانظمة منها نظام القضاة ونظام الاراضي البور ولائحة تمييز الاحكام الشرعية ونظام المرافعات ونظام الاجراءات الجزائية ونظام محاكمة الاحداث ثم رئيسا عاما لتعليم البنات وعضوا في اللجنة العليا لسياسة التعليم. وعين رئيساً عاماً لتعليم البنات عام 1397ه، ثم مستشاراً بالديوان الملكي عام 1403ه، وعضواً بالمجلس الأعلى للقضاء، وعضواً بهيئة كبار العلماء، وكان عضواً بلجنة العشرة التي راجعت أنظمة الحكم والشورى والمناطق قبل صدورها عام 1412ه، كما شارك في إعداد مشروعات الأنظمة القضائية والتعليمية. من مؤلفاته: تشخيص أخطاء صاحب الأغلال الرئيسية، وبيان ما دلت عليه من الإلحاد والمذاهب الإباحية، وله عدد من القصائد المنشورة في ديوان راشد بن صالح بن خنين. قد فقدت الأمة بوفاته عالِماً جليلاً وعَلماً من أعلامها المخلصين.. - رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته -.. لقد نذر نفسه ووقته لخدمة دينه ووطنه وولاة أمره ومجتمعه ونصرة الحق والدعوة في سبيل الله.. وكان عمره حافلاً بالأعمال الخيِّرة والمزايا الطيِّبة والسجايا الكريمة.. ولين الجانب وسمت العالِم الرفيع، وحسن الخلق وحب الخير والرفق بالناس ومعرفة أحوالهم وسعة الحلم ورجاحة العقل.. صاحب فطنة وكياسة، وشجاع في الحق لا يخاف في الله لومة لائم، وصاحب أدب رفيع وصبور شديد التحمُّل، سلس الحديث، ثاقب الرأي حصيف، ويعطي كل مَن يقابله حقه من المعاملة الحسنة وينزل الناس منازلهم ويعرف لهم قدرهم.. وكانت الابتسامة لا تفارق محيّاه دائماً ويلبي دعوة من دعاه، بيته ومكتبه مفتوحان وأذنه صاغية، ورع تقي فكان قريباً من الناس، له حضور أخاذ لدى المستمع والمشاهد. كما أن رغبته في العلم والدعوة أخذت جل اهتمامه ووقته.. لا يهدأ، ذخيرته إيمانه بالله وحبه لإتقان العمل.. وصدقه في البحث عن كل طرائق العمل الإسلامي.. التي تصله بالناس أينما كانوا. ومعاملة الصغير والكبير على حد سواء بالرفق واللطف واللين والحنكة والمساواة، وسرعة الإنجاز في الأعمال، وكان يأتي إلى عمله مبكراً ولا يخرج حتى ينهي ما لديه من أعمال ويبذل جهده ووقته لخدمة العلم وطالبه، ويجل العلماء وطلاب العلم ويدنيهم منه ويحترم آراءهم، ويُجادل بالتي هي أحسن ويدفع السيئة بالحسنة. رحمه الله رحمة واسعة. فإن كان فضيلته قد رحل عن هذه الدنيا الفانية بعد عمر أفناه في العلم والبحث الدؤوب لنشره بين الناس والعمل الصالح المتواصل الذي لا ينقطع، فستبقى بحوثه ومؤلفاته ومآثره العلمية وخصاله الحميدة وأعماله الجليلة وذكره الحسن الطيِّب، وما خلفه من علم وأخلاق فاضلة وسيرة عطرة تشهد على علو مكانته وقدره ومحبة الناس له. أفنى عمره في طلب العلم والدعوة إليه. إن موت العلماء ثلمة وأي ثلمة. وذهابهم مصيبة وأي مصيبة. إنهم ينفون عن الناس غلو الغالين وانتحال المبطلين. هم النجوم الدراري التي تضيء في العتمات للساري. (ففز بعلم تعش حياً به أبدا وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر) قال الشافعي: (دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاء) فخالص عزائي وصادق مواساتي لجميع ابناء الفقيد محمد وصالح وفهد والدكتور عبدالحميد واخواتهم وأسرته وجميع اسر آل خنين وذويه وأرحامه وأقاربه وأصدقائه ومحبيه وزملائه وطلابه وجيرانه، سائلاً المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)، أنت خلقتنا ولك محيانا وإليك مماتنا، لا رادّ لقضائك يا رب العالمين.. (ولله ما أخذ ولله ما أعطى ولا حول ولا قوة إلا بالله). وإنا على فراقاك يا أبا محمد لمحزنون فان العين تدمع وإن القلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.