للعام الثاني على التوالي لا يستفيد فريق النصر من ترشيحه ومشاركته في البطولة العربية للأندية، ويخرج مبكرًا من البطولة العربية على الرغم من الاستثناءات والتسهيلات المحلية والعربية التي وجدها النصر، سواء في النسخة الماضية أو الحالية، وأيضًا سواء من الاتحاد السعودي أو من الاتحاد العربي اللذين بررا ترشيح النصر للمشاركة بالبطولة العربية في النسخة الماضية التي أقيمت في مصر 2017 بأن النصر هو وصيف بطل كأس خادم الحرمين الشريفين متجاهلين موقع النصر في ترتيب الدوري السعودي للمحترفين، وهو الثامن، بينما في النسخة الحالية تجاهلوا لائحة البطولة العربية التي اعتمدوا عليها سابقًا في ترشيح النصر، وهي مشاركة بطل الدوري ووصيفه وبطل الكأس ووصيفه، وأقروا مشاركة النصر الذي لم يكن بطلاً ولا وصيفًا للدوري أو للكأس، وإنما فرضوا مشاركته على حساب فريق الفيصلي وصيف بطل كأس خادم الحرمين الشريفين العام الماضي!!.. والغريب والعجيب أن تلك التسهيلات والاستثناءات الواضحة والصارخة التي قُدمت لفريق النصر لم تكن لإقرار مشاركة النصر بالبطولة العربية على حساب اللوائح والأنظمة فحسب، بل حتى أثناء البطولتين تمت مجاملة النصر كما حدث في النسخة الماضية عندما تم السماح لفريق النصر بإشراك لاعبيه الأجانب على الرغم من عدم اعتماد تسجيلهم في لجنة الاحتراف باعتراف رئيس الاتحاد السعودي السابق الدكتور عادل عزت الموثق حينما قال: «لاعبو فريق النصر الأجانب غير مسجلين رسميًّا في لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي». ومما يؤكد حديث رئيس الاتحاد السعودي هو عدم مشاركة لاعبي النصر الأجانب الجدد مع فريقهم في الجولة الأولى من الدوري السعودي أمام فريق الفيصلي العام الماضي بسبب عدم تسجليهم في لجنة الاحتراف رسميًّا، بينما الاتحاد العربي سمح لهم. ولم يكتفِ الاتحاد العربي عند هذا الحد، بل وافق أيضًا على مشاركة لاعب النصر عوض خميس مع فريقه بالبطولة العربية، وهو الذي كان قد صدر بحقه قرار إيقاف لمدة (6) أشهر بقرار رسمي من الاتحاد السعودي!!.. هذا في النسخة الماضية. أما في النسخة الحالية فقد تساهل وتهاون الاتحاد العربي مع مطالبات إدارة النصر كثيرًا في البداية بالموافقة على تغيير مكان مباراتَي الذهاب والإياب بين فريق النصر والجزيرة الإماراتي دون مبررات أو تفسيرات مقنعة أو معلنة، وكذلك في الاستجابة بتعديل وتأخير جدولة مباراة النصر ومولودية الجزائر، وأيضًا دون مبررات أو تفسيرات معلنة ومقنعة، وإنما بحجة طلب وموافقة الناديَيْن دون أدنى اعتبار للجدولة المعلنة والروزنامة المعتمدة!!.. والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم، وبعد هذه الخدمات والتسهيلات والاستثناءات التي قدمها الاتحادان السعودي والعربي معًا لفريق النصر تحديدًا: ما هو الهدف والغاية من محاولة ترويج وترسيخ ثقافة المظلومية ونظرية المؤامرة بين الجماهير النصراوية بأن هناك ممارسات خفية وتحركات سرية لإخراج النصر من البطولة العربية الذي خسر ذهابًا وإيابًا أمام فريق مولودية الجزائري لأسباب فنية وإدارية بحتة؟! وهل محاولة نشر وإشاعة ثقافة المظلومية ونظرية المؤامرة هي امتداد للعبة الإعلامية التي تحدث عنها معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ في إجابته حول التصادم المفتعل والتصعيد المصطنع بين النصر والاتحاد السعودي لكرة القدم لصرف الأنظار عن الأخطاء الإدارية النصراوية، والهروب من تحمُّل المسؤولية؟ أم هي نتيجة حالة يأس يعيشها النصراويون بعد فشلهم في الاستمرار بالبطولة العربية التي لم يحققها فريقهم طوال تاريخه على الرغم من كل ما قُدم لهم من تسهيلات واستثناءات سابقًا وحاليًا؛ وبالتالي زاد يأسهم وتأكد استسلامهم بأن البطولة العربية أصبحت بالفعل على النصر صعبة قوية؟! الهلال وديربي الإعلام الثقافة الهلالية والاحترافية الإدارية ظهرت في أبهى صورها وأحسن حضورها عندما رفضت إدارة نادي الهلال برئاسة الأمير محمد بن فيصل الدخول في المهاترات الإعلامية، وفضلت عدم الاندفاع خلف بعض التغريدات الاستفزازية، والتركيز على السياسة الإدارية الهلالية الراسخة التي تعتمد على الإدارة الاحترافية، والاهتمام بالأمور الفنية بعيدًا عن الثقافة القديمة والبالية التي تنتهج إطلاق التصاريح الصحفية، وافتعال القضايا الإعلامية قبل المباريات التنافسية والمصيرية لتحقيق مكاسب هامشية وانتصارات وهمية!!.. فقد كانت هناك محاولات كثيرة وإسقاطات كبيرة على الهلال لمحاولة إخراج الهلال إدارة وجهازًا فنيًّا ولاعبين من الملعب الذي لا يجيد الهلاليون طوال تاريخهم إلا اللعب فيه، وتحقيق الألقاب من خلاله.. والفارق الكبير والبون الشاسع بين عدد بطولات نادي الهلال وأقرب منافسيه يكشف ويوضح ما يتمتع به الهلال من فكر عالٍ، وثقافة احترافية مرتفعة وراسخة، بعكس نادي النصر الذي تتقن إدارته اللعبة الإعلامية لتغطية الأخطاء الإدارية!! يوم السبت القادم الوسط الرياضي والجمهور السعودي على موعد للقاء تنافسي كبير وديربي منتظر، ليس للاستمتاع بإثارة كرة القدم فحسب، بل للتنافس بين الفكر الاحترافي الذي يمثله الهلال بأجوائه الهادئة، والفكر الإعلامي الذي يمثله النصر بأجوائه المشحونة؛ لذلك أتوقع أن تذهب نتيجة المباراة لصالح فريق الهلال إلا إذا تراجعت إدارة الهلال عن منهجها، وتخلت عن سياستها في التركيز والاهتمام بديربي الملعب، ودخلت اللعبة لخوض ديربي الإعلام، حينها سيخسر الهلال جزءًا كبيرًا من ثقافته ومبادئه، ويفشل في تجربة لعبة ليست من ألعابه!!