من الرعونة العاطفية إقصاء الآخر لمجرد الخطأ العارض/ وسلبه كافة حقوقه: كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه نقبل الإقصاء، وقلب الحقائق في عالم السياسة، بوصفها (فن الممكن) أما في عوالم الفكر، والأدب فشيء آخر. المعارك الأدبية مأخوذة بالشخصنة. نجد ذلك عند الرواد فضلاً عن سائر النقاد. فأين المتذمرون من: (الرافعي) و(طه حسين) و(العقاد). وأين هم من فضيحة النقد العربي المتمثلة بكتاب (على السفود) للرافعي؛ ثم أين هم من (الديوان) و(المرصاد) والنقد الذوقي/ والانطباعي بكل تفلتهما. ومع ذلك فمن الخير أن تظل المعارك قائمة البعض من الراصدين للحركة النقدية يتهمني بالحدة؛ والحدية/ ولو أنه قرأني في سياقي/ لوجدني مكرها لا بطلا. وهذا الحكم من باب الابتسار، والانفصال من السياق. ولأن الصراع إكسير الحياة فإن فقده في عالم الأدب مميت للحركة الأدبية. الوجلون المتذمرون من المعارك الأدبية لم يدركوا أهمية الصراع في كافة وجوه الحياة. ما يفقده المشهد الأدبي حسن إدارة الصراع، وضيق العطن بالمخالف؛ مع أن القمة تتسع لأكثر من متألق. قلت/ وأكرر القول: لقد استفدت من خصومي أضعاف ما استفدته من المتفقين معي/ لأن المخالف يحدوك إلى التعرف على عالمه في سبيل التعرف على ثغرات مذهبه. وفي هذا إضافة معرفية لايستهان بها. لم تخلّد المشاهد الأدبية/ والفكرية إلا أطراف الصراع وويل لمن يعبر الساحة بهدوء. كان (شوقي) شاعر القصر مهيب الجانب/ محمي الساقة/ خامل الذكر، فلما تله (العقاد) بعنف المراهقة/ وطيش الشباب إلى مشهد النقد المتحامل/ أصبح مادة الكتبة الموالين/ والمناوئين/ يتابعه كل قارئ. ما أوده الاحتفاء بالمعارك الأدبية/ والسعي لإذكائها. الخائفون من لزز المعارك تنقصهم الشجاعة/ والثقة/ والمعرفة: