اطلع محرر الوراق على وثيقة وطنية نادرة ومهمة شارفت المائة عام زودنا بها الباحث والمهتم بتاريخ محافظ بيشة الأستاذ عبدالرحمن المقيطيف حيث قال أصبحت قبيلتا بني جَهْم وبني عامر أهالي قرية المَدْراء بمحافظة بيشة أُنموذجاً جمع شرف الولاء للدين والوطن مع قبائل بيشة الأخرى وكافة مكونات المجتمع إبّان الفتوحات السعودية المباركة حيث كشفت لنا إحدى الأوامر المُرسلة من باني نهضتنا الملك عبدالعزيز -رحمه الله- توجيهات ملكية كريمة إلى أمير بيشة محمد ابن عبيكان -رحمه الله- والوثيقة موجهة إلى أمير المَدْراء محمد بن فائز -رحمه الله- وهو محمد بن فائز بن تميم المقيطيف الجهمي شيخ قبيلة بني جهم التي تنتمي في أُرومتها إلى نَهْد من قُضاعة، من رجال الملك عبدالعزيز وأحد مشايخ بيشة البارزين، فها هي رسالة الملك المُفدى إلى إمارة بيشة بتجهيز العَتَاد والاستعداد للجهاد نص الوثيقة: بسم الله الرحمن الرحيم (من محمد بن عبدالرحمن ابن عبيكان إلى محمد بن فايز السلام وبعده من طرف الجهاد ورد علينا أمر من جلالة الملك الذي على بني جهم وبني عامر أهل المدراء ذلولين [الذلول هو البعير المجرب سهل الانقياد] يكون عن كل ذلول مائة ريال وسامحكم جلالة الملك بالربع الذي يثبت عليكم عن الذلولين مائة ريال وأربعة وخمسين ريالاً الله الله في استحصالها ورجاجيلنا عن قريب يجونكم يكون معلوم والسلام 20 ذي الحجة 1354ه أمير بيشة). فما لبثت أن جاءت المسارعة وتلبية الواجب الوطني بتسليم أوامر الجهاد من يد أمير المدراء المقيطيف والمؤرخة في 19 / 1 / 1355ه). نص الوثيقة: (نعم استلمنا جهاد المقيطيف وجماعته أهل المدراء ذلولين عن مائة وأربع وخمسين ريالاً حرر 1355ه أمير بيشة 19 محرم). وكما تقول العرب إنما الشيء من أصله، فقد مضت قبلنا أصولٌ ضربوا بسهم وافر في خدمة دينهم ووطنهم المملكة العربية السعودية فهذه المبادرات خطّها أولُنا ومات عليها سلفنا ويتلوها آخرنا ويبقى عليها خَلفنا بإذن ربنا. جدير بالذكر أن ابن عبيكان هو: محمد بن عبدالرحمن بن ناصر ابن عبيكان آل عمران، المولود في مدينة الرياض في الخامس عشر من شهر رجب لسنة 1317ه، وقد صدر قرار الملك عبدالعزيز بتعيينه أميراً لبيشة، ببرقية بعثها الديوان الملكي بتاريخ 14 / 10 / 1354ه لاستلام مهام عمله، التي قضاها في الفترة من (1354- 1357ه).