تميزت المملكة في عهد الملك سعود بالتقدم الشامل من حيث المشروعات الاقتصادية الهادفة والصحة والتعليم الذي عمَّ كافة مناطق المملكة وقد سار الملك سعود على نهج والده الملك عبد العزيز رحمه الله في تلمس حاجات المواطنين من خلال الزيارات التفقدية لكافة مناطق المملكة ولقد حظيت منطقة القصيم منذ تولي الملك سعود بثلاث زيارات. الزيارة الأولى: كانت الأولى بعد توليه الحكم بثلاثة أشهر حيث وصل القصيم يوم الأحد 11/ 6/ 1373ه ودخل مدينة بريدة واجتمع به الأهالي من كافة أرجاء منطقة القصيم فرحين بمقدمه وخرج طلاب المدارس يحملون عبارات الترحيب بجلالته وبلغ عدد هذه الجموع التي تستقبل جلالته أكثر من ثمانين ألف مواطن يتقدمهم أمير مقاطعة القصيم عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد وفضيلة الشيخ عبدالله بن حميد ووجهاء وأعيان المنطقة واستمع إلى الخطباء والشعراء بعد ذلك شرف قصر الإمارة وتناول القهوة ومنها إلى المخيم الملكي وقام بزيارة لعدد من الوجهاء وأعيان بريدة، كما زار مكتبة بريدة وتبرع ببناء مقر كبير للمكتبة وعشرة آلاف مجلد من نفائس الكتب على نفقته الخاصة، كما أعد له رجال التعليم والطلاب في اليوم الثاني حفلاً كبيرًا في مزرعة معتمد المعارف الأستاذ صالح العمري حيث جمع المدارس الثلاث آنذاك (الفيصلية، والعزيزية, والمنصورية) لاستقبال جلالته وأمر بتوزيع مبلغ 40 ريالاً لكل طالب من طلبة مدارس بريدة الثلاث وأعطى كل خطيب مئة ريال عن كل كلمة أو قصيدة كما صلى في الناس صلاة المغرب وتردد النداء عاليًا إمام المسلمين الملك سعود يؤم الناس لصلاة المغرب كما شرف جلالته مأدبة العشاء التي أقامها على شرف جلالته الأمير عبدالله بن مساعد. وفي صباح يوم الاثنين 12/ 6 زار جلالته الدوائر الرسمية وقام بزيارة خاصة لعدد من أعيان ووجهاء مدينة بريدة، كما أقام الشيخ حمد بن عبدالمحسن التويجري مدير المالية ببريدة حفل عشاء ببساتين عين الزرقاء وفي مساء هذا اليوم أقام صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد أمير مقاطعة القصيم حفل عشاء على شرف جلالته حضره عدد كبير من أهالي منطقة القصيم وفي يوم الثلاثاء 13/ 6 شرف جلالته حفل المعهد العلمي ببريدة وإدارة الصحة وكان من ثمار هذه الزيارة أن أمر بفتح أربع مدارس جديدة ومدرستين ليليتين لمحو الأمية ومعهد للمعلمين تم تعيين الشيخ عبدالله بن إبراهيم السليم مديراً للمعهد. وفي يوم الأربعاء 14/ 6 قام الملك سعود بزيارة لمدينة عنيزة استقبله الأهالي بالحب والولاء وفي مقدمتهم أميرها عبد الله بن سليم وعندما وصل الموكب إلى المكان المعد أدت جموع طلاب المدارس أناشيد الترحيب بجلالة الملك سعود بن عبدالعزيز حتى انتهى إلى صدر المكان المعد لاستقباله حيث أعد له الأهالي حفلاً كبيراً افتتح بالقرآن الكريم وفي نهاية الحفل أعلن أحد رجالات عنيزة أن الأهالي أسهموا في إنشاء مستشفى تخليداً لهذه الزيارة الكريمة وتعبيراً عن ولائهم وحبهم ويستأذنون في أن يحمل المستشفى اسم جلالته وقال الملك سعود يسرني أن يحمل هذا المشروع الإنساني اسمي وسوف يلقى مني كل التأييد والتشجيع ثم اتجه جلالته وبصحبته فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي وأصحاب السمو الملكي الأمراء والوجهاء والأعيان والأهالي إلى مائدة الطعام ومما يميز هذا اللقاء أن أبناء عنيزة بكافة أنحاء المملكة وخارجها توافدوا للمشاركة بهذا اليوم التاريخي وقد عبر الملك سعود بكلمته عن شكره لما لمسه من محبة صادقة كما تفقد جلالته في صباح يوم الخميس المعهد العلمي بعنيزة ومدرسة العزيزية والسعودية والفيصلية وألقيت القصائد الترحيبية التي عبرت عن صدق ولائهم. بعد ذلك اتجه إلى منزل أمير عنيزة ثم إلى منزل فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن سعدي كما تفقد الجامع الكبير ومكتبته بعد ذلك قام بزيارة لعددٍ من بيوتات وجهاء عنيزة. وفي يوم الجمعة 16/6 احتفل أهالي البكيرية بزيارة الملك سعود وازدانت شوارعها بأقواس النصر والعبارات الترحيبية ونصبت الخيام خارج البكيرية وتقدم الشعراء والأدباء مرحبين بالملك سعود ثم تناول جلالته مع الأهالي مأدبة العشاء وقدم لهم جلالة الملك سعود شكره ومحبته وتقدره على تلك الكلمات الصادقة. ثم اتجه الملك سعود إلى الرس حيث أعد له حفل خطابي كبير شارك فيه أهالي الرس وفي مقدمتهم أمير الرس حيث ألقيت الكلمات الترحيبية التي نالت إعجاب الملك وقد أثنى الملك سعود على ما لمسه من مشاعر صادقة ومن حفاوة ومحبة من أبناء مدينة الرس الأوفياء كما زار البكيرية والخبراء وعدد من المحافظات الذين عبروا عن فرحتهم ومحبتهم وسرورهم بهذه الزيارة وقد شكر لهم الملك سعود صدق مشاعرهم وكريم ضيافتهم وقال: أنني لا أستغرب من أبناء القصيم هذا الشعور وهذه المحبة الصادقة التي غمرتموني بها. الزيارة الثانية للملك سعود في يوم الأربعاء 26/ جمادى الأولى عام 1377ه قدم الملك سعود إلى القصيم عن طريق المطار استقبله جموع من الوجهاء والأعيان والأهالي وأعد للملك سعود مخيماً كبيراً في الشماس كما شرف حفل الاحتفال الذي أعده رجال التعليم في ربعة وهطان وتناول طعام العشاء في قصر الأمير محمد بن عبدالله بن بتال. وفي يوم الخميس 27/ جمادى الأولى زار الملك سعود المعهد العلمي وغيره من المؤسسات التعليمية وقد ألقيت فيه القصائد الترحيبية وتفضل الملك سعود بتوزيع النقود على الأساتذة والطلاب. ومما يجدر الإشارة إليه أن الجزارين كان لهم مشاركة فاعلة في هذه الفرحة الكبيرة حيث عطلوا أعمالهم ثلاثة أيام لانشغالهم بتنظيم حفل استقبال الملك سعود الذي زارهم وتبادل معهم الأحاديث الودية وشكرهم على مشاعرهم ومحبتهم. وفي يوم الجمعة 28/ جمادى الأولى اتجه الملك سعود بن عبد العزيز إلى عنيزة وطوال الطريق كان الأهالي في كل مكان يستقبلون ويرحبون بملكهم وقد أعد حفل خطابي كبير في عنيزة بعدها قام بزيارة لعدد من رجالات عنيزة وبعد رجوعه إلى بريدة كان الجميع بكافة مدن القصيم في استقباله. الزيارة الثالثة للملك سعود في يوم الثلاثاء 25/4/ 1379ه قام الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله بزيارة تفقدية لمنطقة القصيم وكان أبناء القصيم خرجوا لاستقبال مليكهم حيث قدر عددهم بأكثر من 80 ألفاً من أبناء القصيم لاستقبال ملكهم شمال مدينة بريدة في بيوت الراشد وتفضل جلالته خلال هذه الزيارة بزيارة عدد من أعيان المنطقة في منازلهم وتبادل معهم الأحاديث التي تهم المنطقة كما وزع الهبات والأعطيات لعدد من أبناء المنطقة حتى إنه رحمه الله تلمس احتياجات كل بيت بمنطقة القصيم وفتح قلبه للجميع مما كان له أثره على أبناء المنطقة حتى هذا اليوم كما صلى بالناس صلاة الجمعة بالجامع الكبير ببريدة ثم اتجه إلى عنيزةوالرسوالبكيرية والهلالية والخبراء ورياض الخبراء وغيرها من المحافظات الذين استقبلوه بالفرحة والمحبة والولاء الصادق وعبر لهم الملك سعود عن سعادته الغامرة بهذه الزيارة وأنه جاء لتلمس احتياجات المواطن وتقديم ما يحتاج إليه المجتمع بمنطقة القصيم.