حين تحضر سحب الرياض المطيرة, نبتهج الكائنات كلها.. حتى حفيف أوراق الشجر, وأزيز مقابض الأبواب.. * * * للرياض في موسم المطر أسرار تفضي بأسرارها للذين قلوبهم مرآتها, وألسنتهم كلماتها.. وآذانهم أوعية هسيسها, وخفقها, ونجواها.. * * * حين تطل على فضاء الرياض من علٍ, وأنت في الطائرة, أو محلّق بمخيلتك, أو على قمة ناطحة سحاب فوق أديمها, فإنك لا تصغر كي تحتويها, بل تكبر بها كلها.. * * * المدينة التي يكبر بها إنسانها بحر يتسع, وسماء تمد, وحكايات لا تقفل صفحاتها, ولا يصمت رُواتها.. * * * كل الأحداث التي تلوب, لا تجفف قطرة في غيمة تهطل بالطمأنينة, وتنبِّئ بالانتصار.. المطر منادٍ للذين لا يسمعون!!.. * * * علمتنا الغيوم أن ليس كلُّ دَكنٍ ظلاما.. * * * بالأمس نعق الناعقون, واليوم على غير نعقهم, ينعقون !!.. و... المطمئنون عند النبع ينهلون!!.. * * * المصالح التي تحكم الأمم, تمادت بنوايا البشر, لتصبح مفاسد تدمر الأخلاق !!.. * * * يسرفون في الأنانية, لا يبالون بالدموع !!.. * * * حين يتنمّر الشغف في الصدور, يصبح بركاناً ذا حمم.. وأول المصطلي به, الصدور ذاتها.. * * * سلام عليكِ قطرة الماء من مُزُنِ الرحمة, علينا في الرجاء!!..