إن العالم كل يوم يؤكد حضوره في المحافل الدولية، خاصة الاقتصادية والاستثمارية، فمن وجاهة الاهتمام بالإنسان مراعاة إدراكه ووعيه وقيمة تاريخه، لأنه يشكل هوية الذاكرة والنفس وعمق المعرفة بالواقع، فإن وقائع اليوم وأحداثها الاقتصادية تسمح بالتفاؤل، فقد كشفت عن البرامج التي طورت مهارة الإنسان لتكّون معلومات تستفز وعيه وإدراكه وتستنبط علوماً مختلفة من مشاهداته بوصفها صناعة تقنية، حضرت لأجلها الدول بشركاتها الكبرى العالمية في «منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار» لتشارك في جلساتها خلال الفترة 23 إلى 25 بحضور أكثر من 3800 مشارك من 90 بلداً ليرتفع إلى 4000 مشارك هذا العام في دورته الثانية التي تنطلق من الرياض. لاشك أن المملكة تعتبر صمام الأمان في إمدادات الطاقة للعالم، ومكانة الاقتصاد والسوق السعودي الذي يوفر فرصاً كبيرة للاستثمار، خاصة شركات الاتصالات والتكنولوجيا وشركات الطاقة والبتروكيماويات، ونصيب وافر أيضاً للتقنية والذكاء الاصطناعي وهو الأكبر إقليمياً، حيث يتجاوز الصندوق السيادي مستواه المستهدف البالغ 600 مليار دولار بحلول 2020 -بإذن من الله وتوفيقه-. وعلى الرغم من المعارف والعلوم المتوافرة اليوم المذهلة الثرية بالاكتشافات، فقد أدهشت العالم التكنولوجيا بشكل عام لأن التقنية تحفز العقل لمعرفة المزيد من العلوم والمعارف المتنوعة، وحرص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على اكتشاف الجديد والاستثمار الفعلي في استقطاب القيادات الدولية والاستثمارية ورواد الأعمال والابتكار حول العالم. ومن هذا المنطلق تكون رؤية المملكة 2030 بوابة لفرص استثمارية حقيقية للكثير من الشركات، ومع تلك القمة وقعت السعودية صفقات بقيمة 50 مليار دولار في النفط والغاز والبنية التحتية خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار حسب ما نقلته رويترز. لتكون أفخم مبادرة لصناعة مستقبل الاستثمار على مستوى العالم، وهكذا سيكون لصندوق الاستثمارات العامة أهمية كبرى بعد طرح أرامكو ما يزيد على 500 مليار ريال سعودي في ثلاث سنوات، وانطلاق العديد من المشاريع الضخمة، وقد انطلقت النسخة الثانية من مبادرة مستقبل الاستثمار لاكتشاف مزيد من الاتجاهات والتحديات وكذلك مستقبل هذا الاستثمار العالمي. فمن أجل مستقبل أفضل وإدارات حقيقية تخول المسؤولية إلى شركاء الاستثمار وصناعة الفرص في قطاعات متنوعة يُستقطب لها مستثمرون فاعلون، يساهمون في إدارة تلك الفرص بأمان وربطها بالتنمية البشرية كما تساهم وتسعى للعمل وتطوير المشروعات، وحرص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على دفع تكاليف العصر الحديث بإدارة محركات الاقتصاد والاستثمار، وقد أفسح المجال لحيوية الرؤية المستقبلية للمملكة العربية السعودية التي ستشمل العديد من البرامج التنموية والاقتصادية لإعداد المملكة لعصر أكثر نبوغاً واستراتيجية واعدة لمستقبل واعد.