قبل أيام أقام مركز عبدالرحمن السديري الخيري محاضرة بعنوان (الوثائق الأهلية وأهميتها) للدكتور فائز بن موسى البدراني تحدث فيها عن مفهوم الوثائق، وعرّف بها وذكر أهميتها ومدلولاتها، مشيراً إلى الجهود التي تم بذلها في جمع الوثائق، وقراءتها ومعرفة تواريخها ومحتواها وفرز المهم منها والمفيد، وترك ما يثير الرأي العام في الكتب التي تم إصدارها حديثا،والتي من المؤكد أنها تكلف الكثير من الوقت والمال، وقد طرح في سياق حديثه فكرة مهمة تمثلت في حديثة عن مشروع جمع (الوثائق الأهلية لمنطقة الجوف). ولا شك أن هذا المشروع القيم سيواجه العديد من المصاعب، ولن يتم إلا بتعاون الأهالي في ذلك، حيث إن منطقة الجوف مرّت بمراحل تاريخية مهمة في القديم والحديث إضافة لأهميتها الأثرية الضاربة في جذور الزمن وكذلك الاقتصادية، ولعل هذا العمل يحتاج لمختصين في التاريخ السعودي بشكل عام، وتاريخ الجوف بشكل خاص، حيث أن اختيار الشخص المناسب والمختص أول طرق النجاح الذي يسهّل هذه المهمة الصعبة السهلة في نفس الوقت فهي صعبة في كونها تتحدث عن تاريخ ووثائق قد يصعب الحصول عليها في ظل عزوف من لا يعرف قدر وأهمية هذا العمل من الأهالي والدوائر الحكومية في المنطقة، وسهل إن سارعنا لدعم هذه البادرة وسلمنا ما بين أيدينا لهذه اللجنة المختصة بلا شروط وأحكام، بالإضافة إلى أن بعض تلك الوثائق متاحة في بعض الكتب التي صدرت عن الجوف، وفي بعض الكتب التاريخية الأخرى، وهذا أيضا يسهل المهمة. ومن وجهة نظري أن هذا المشروع الوثائقي سيحقق الكثير من النتائج، والنجاحات التي تهم أبناء الجوف كما ظهر من نجاحات لم تكن متوقعة في كتاب وثائق من الغاط. وهناك أمر مهم يجب أن نضعه في اهتمامنا قبل كل ذلك وهو أن هذا المشروع يجب أن تشرف على اختيار أعضائه جهة حكومية مثل الإمارة بحكم أنها المرجع الأساسي للمنطقة، ولعل المحاكم الشرعية في الجوف هي أكثر الدوائر الحكومية استهدافا في هذا المشروع لما تضمه أرشيفها من وثائق وصكوك مهمة، ويكون ذلك عندما تقوم الأمارة مثلاً بتكوين لجنة لجمع الوثائق والعناية بها ونسخها من ذوي الاختصاص، والخبرة بالتاريخ الجوفي ثم إعادتها فوراً لأصحابها، أو للجهة المعنية بها بالتعاون مع مديري الدوائر الحكومية في فتح المجال لذلك والسماح للباحثين الذين سيتم تخصيصهم لهذا العمل بالبحث في الأرشيف المخصص في الدوائر التي يعملون بها للخلاص بذلك إلى نتيجة تظهر فيها الوثائق المناسبة في إصدار يحمل اسم وثائق من الجوف. و كذلك التعاون مع الجهات المختصة بالتاريخ والوثائق مثل دارة الملك عبدالعزيز، وغيرها للاستفادة من تجاربهم. وهذا طبعاً من وجهة نظري التي تحتمل الخطأ والصواب. كما أتمنى أن يتم هذا الأمر ولا أتمنى أن يأتي الدكتور فائز بعد أعوام ليذكرنا بضرورة جمع الوثائق كما تحدث في المحاضرة قبل أيام، وذكر أنه طرح هذه الفكرة في عام 1436 وحتى الآن لم يخطوا أهل الجوف أي خطوة في سبيل ذلك . ** **