أكدت المملكة العربية السعودية عمق العلاقات الاستراتيجية مع جمهورية ألمانيا الاتحادية وأهميتها على الساحة الدولية حرصاً وتعزيزاً لهذه العلاقات بما يخدم شعبي البلدين من خلال تعزيز جسور التواصل والتعاون في شتى المجالات. ورحبت المملكة في هذا الصدد بتصريح معالي وزير الخارجية الألماني مؤخراً وما أبداه من رغبة في بذل كافة الجهود لتعزيز العلاقة وتكثيف التعاون بين المملكة وألمانيا في مختلف المجالات. وشدد مصدر سعودي على أهمية العلاقات بين المملكة وألمانيا كونهما بلدين مهمين سياسياً واقتصادياً, وما تمثله عضويتهما الفاعلة والمهمة في مجموعة العشرين لدورهما الرئيسي في الاقتصاد العالمي وما يكتسبانه من دور مهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وحرصاً من المملكة على تنمية العلاقات الاستراتيجية مع ألمانيا فقد وجه معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن محمد الجبير دعوة إلى نظيره الألماني هايكو ماس لزيارة المملكة في أقرب فرصة للبدء بمرحلة جديدة من التعاون الوثيق على كافة الأصعدة بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين. وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد أعربت مؤخراً عن أسفها لما شهدته العلاقات السعودية الألمانية من توتر جراء سوء فهم من بعض التصريحات في الأشهر الأخيرة متطلعة إلى أن يتجاوز البلدان ذلك بحكم العلاقة القوية والاستراتيجية التي تربط بينهما, وكونهما عضوين فاعلين سياسياً واقتصادياً ولما يمثلان من عضو فاعل في التحالف العسكري لمحاربة الإرهاب. وقالت الخارجية الألمانية في بيان صادر عن وزير الخارجية الألماني إنه كان يجب عليها أن تكون أكثر وضوحًا في تواصلها مع الجانب السعودي من أجل تجنب سوء فهم كهذا. وشددت خارجية ألمانيا على رغبة برلين القوية للتعاون بشكل وثيق مع المملكة لتجاوز سوء الفهم بين البلدين، وتكثيف الحوارات بين الجانبين حول مواضيع عدة ومختلفة، مشيدة بالدور البالغ الأهمية الذي تلعبه المملكة من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. وأكدت الخارجية الألمانية أنها ستبذل قصارى جهدها بهدف أن تكون الشراكة مع المملكة أقوى من ذي قبل، للتباحث حول مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والدولية، مشيرة إلى أن تحسين العلاقة مع المملكة سيخدم مصلحة البلدين والشعبين على حد سواء. وتأكيداً لما تمثله المملكة العربية السعودية من ثقل ومكانة على الساحتين الدولية والإقليمية لا سيما في منطقة الشرق الأوسط, وباعتبار العلاقات مع ألمانيا علاقات استراتيجية يمكن تطويرها، ومع إزالة الشوائب التي اعترتها في الفترة الماضية، أكدت المملكة أن مستقبل العلاقات سيمضي إلى الأمام، في ظل ما تقوم عليه السياسة الخارجية للمملكة من مبادئ وثوابت وضمن أطر رئيسة أهمها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وأعربت المملكة عن تقديرها للحكومة الألمانية الحالية تجاوبها وإقدامها على هذه الخطوة البناءة التي أعادت المياه لمجاريها بين البلدين. ويأتي تأكيد البلدين على طي صفحات الماضي وما اعترى العلاقات من توتر نظراً للمواقف الإيجابية بين البلدين وحرصاً على تعزيز وتنمية العلاقات لما تشكله من أهمية على كافة الصعد, إضافة إلى الموقف الإيجابي الذي أظهرته الحكومة الألمانية الحالية، وهو نفس ما كانت المملكة تنتظره من برلين. كما يأتي ذلك انطلاقاً من سياسة المملكة الخارجية التي تسعى من خلالها إلى تعزيز من موقعها كدولة ذات ثقل على المستوى الدولي، وهو ما يؤكده حرص دولة كبرى مثل ألمانيا على الاستجابة للموقف السعودي من أجل إنهاء الأزمة بين البلدين, وهو ما تترجمه الدبلوماسية السعودية التي ما انفكت في المضي قدماً نحو خلق توازنات خارجية في علاقتها بجميع الدول الكبرى وعززت من حلفائها حول العالم.