قبل انطلاقة الموسم الرياضي احتل نادي الاتحاد صدارة المشهد الإعلامي بشكل مطلق، وأصبحت أخباره وفعالياته وتصريحات وتغريدات منسوبيه هي الشغل الشاغل، فيما كانت الأندية الأخرى تعمل بهدوء على الإعداد للموسم الجديد.. الاتحاد الجديد.. المستقبل.. الفريق السوبر.. قائمة النمور.. كتيبة المقاتلين..!! أوصاف وتحديات كانت حاضرة أمام الجمهور الاتحادي، تفجَّرت حينما تم الإعلان نهاية مايو 2018 عن التعاقد مع الأرجنتيني «رامون دياز» بوصف ذلك «ضربة معلم»، خاصة أن «دياز» حقق مع «الهلال» بطولتَي الدوري والكأس. وزادت إدارة الاتحاد بأن اختيار «دياز» جاء بعد مفاضلة بين عدد من الملفات التدريبية في العالم..!! أمس تم الاستغناء عن «دياز» بعد أربع مباريات فقط، لم يحقق فيها الفوز (أمام الهلال في كأس السوبر السعودية الشهر الماضي، وضد الشباب والقادسية في الدوري، إضافة لتعادله مع الوصل الإماراتي في ذهاب الدور ال32 لكأس العرب للأندية الأبطال)..!! كان من السهل إقالة «دياز»؛ فالدوري السعودي هو دوري «الموت» للمدرب الذي لا يحقق البطولات، مع احترامي للاستثناءات النادرة جدًّا..!! لم يسأل أحد من الاتحاديين: ما حجم مسؤولية مَن أحضر دياز إذن؟؟!! ما مسؤولية مَن أحضر أنصاف اللاعبين الأجانب؟؟ ما مسؤولية مَن أبقى على فهد المولد، ومَن يدافع عنه وهو بهذا المستوى المتدني الضعيف؟؟ ما مسؤولية مَن خدع الجماهير وأبقاها تعيش أحلام الوهم والانتصارات والمنجزات؟؟ تم إعطاء الاتحاد هالة أكبر من حجمه الحالي (حجمه التاريخي عظيم)؛ ولذلك كانت الصدمة قوية بمستوياته الباهتة رغم أنها طبيعية جدًّا لمن يعرف حالة «الاتحاد» والمرحلة التي يمر بها (على صعيد منافسات الدوري)، لكنها المكابرة و(الشو) الإعلامي..!! الاتحاد هو أنموذج لبعض الأندية والشخصيات التي تعيش عالمًا (حالمًا)، تستيقظ على صدماته في الوقت الضائع باحثة عن أقرب ضحية (المدرب، مدير الفريق, أحد اللاعبين..!!). مَن أحضر «دياز»، وأرعد وأبرق بصفقته المدوية، عليه أن يتحمل المسؤولية؟ مَن فرش السجاد (الأحمر) لأنصاف اللاعبين الأجانب عليه أن يتحمل المسؤولية؟؟ ليس في الاتحاد فقط.. بل في كل الأندية التي ترسم صورة مغايرة لواقعها..!! درس كبير ومهم لأهمية الهدوء والاستقرار الإعلامي والجماهيري للأندية الجماهيرية؛ فالوعود والتغريدات والتحديات لا تجدي نفعًا داخل البساط الأخضر؛ إذ الانتصار للفريق الجيد فقط..!! «دياز» ضحية..