كانت إيران مع بداية الربيع العربي 2010 م تراهن على دول: العراق، سورية، لبنان، اليمن، وعلى سيطرتها على المضايق المائية مضيق هرمز مضيق باب المندب، ومياه الخليج العربي وبحر العرب وخليج عدن. كما أنها كانت تراهن على المعارضة العربية، وشيعة العالم والعرب، والطوائف المذهبية غير السنية، والأقليات غير العربية في الوطن العربي. الحال مختلف مع نهاية 2018م، لا الأطالس الجغرافية والسياسية هي نفسها التي كانت أثناء ثورات الربيع العربي، ولا خطط الطريق ولا الواقع السياسي الأمريكي هو نفسه عشية الربيع العربي، أذن هناك واقعاً جديداً، استيقظت منه إيران على كوارث عدة، فالعراق التي اعتقدت أنه أصبح فارسياً وشيعياً شاهده العالم وهو يخرج من عباءة إيران سياسياً ومذهبياً، وسورية التي كانت في قبضتهم منذ عام 1979م أي من الثورة الإيرانية أصبحت إيران في الهامش، والصراع بين روسياوأمريكا وتركيا، أما اليمن الذي كان حلم إيران أن تلتف على السعودية ودول الخليج العربي عبر أراضي اليابسة جنوب الجزيرة العربية، وأن تبقى صعدة غصة وخنجر يمني مزروع في خاصرة السعوديين، والحديدة ميناء تهريب الأسلحة والمخدرات للجماعات الشيعية في وسط وغرب اليمن، والإخلال في التوازن السكاني لصالح الشيعة بالتهجير القصري والإحلال الحوثي، ولبنانوجنوبه الشيعي المتطرف جعل لابتزاز إسرائيل وأمريكا، وليكون أحد مواطن المخدرات في الوطن العربي ومحطة لتجارة السلاح والمخدرات، وذراعًا عسكرياً لتصل يدها إلى الأشخاص بالوطن العربي. لذلك أصبح من الضرورة قطع كل جسور تواصل لإيران في اليمن، وأهمها الحديدة وصعدة وباب المندب والساحل الغربي، وهي التي يعمل عليها التحالف العربي بعد انهيار المفاوضات الأخيرة في جنيف وتوقف الحرب تمهيداً للمفاوضات، لذا لا بد من إعادة الحديدة وصعدة والساحل الغربي للحكومة الشرعية بوجود مفاوضات أو غيرها، التمطيط في المفاوضات يهدف إلى إطالة أمد الحرب، والمراهنة على تراجع أمريكا عن مواقفها في الانتخابات النصفية 2018م منتصف ولاية الرئيس ترامب.