دعا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الدعاة والعاملين في الوسط الدعوي إلى السعي إلى وحدة الصف وجمع الكلمة ولَمّ الشمل ونبذ التحزبات المقيتة. وأكد سماحة المفتي أهمية تأهيل الداعية تأهيلاً عقديًّا وعلميًّا وفكريًّا حتى يسير على المنهج الوسطي الصحيح، وليكون بعيدًا عن الوقوع في الأخطاء، ويكون ناجحًا في قيامه بمهمته الدعوية. وسائل معينة - ما الوسائل سماحة الشيخ التي تعين الداعية على أداء رسالته بإتقان وإحسان، ويستطيع من خلالها الوصول إلى الهدف المنشود في مسيرته الدعوية؟ من أهم الوسائل التي يستطيع الداعية من خلالها الوصول إلى الهدف المنشود التمسك بالكتاب والسنة، وفهم وتدبُّر ما فيهما من أحكام وقواعد ومبادئ، والدعوة إلى ما دعا إليهما من التوحيد الخالص، والبُعد عن الشرك والمعاصي، والسير على منهاج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في الدعوة إلى الله، إلى جانب الإخلاص وابتغاء وجه الله - عز وجل - ومرضاته في القيام بالعمل الدعوي. وحدة الصف ما رسالة سماحتكم للدعاة والعاملين في الوسط الدعوي؟ رسالتي للإخوة الدعاة أن تكون كلمتهم واحدة، وأن يسعوا إلى جمع الشمل، ووحدة الصف، واجتماع كلمة الناس على طاعة الله ورسوله، وطاعة ولاة أمورهم، ونبذ الخلاف والتفرق والتحزب، والبُعد عن الحزبيات المقيتة، وتحذير الناس من الانخراط في الجماعات والفرق الضالة التي تخالف منهج الكتاب والسنة، والتي همها وغايتها تحقيق مصالح شخصية وحزبية، وتسعى في تفريق كلمة المسلمين، وتجر الناس إلى التشتت والتفرق المذموم. أولويات الداعية - في نظر سماحتكم ما هي الأولويات التي ينبغي للداعية أن يسير عليها في شأن الدعوة إلى الله؟ من الأمور التي ينبغي للداعية أن يجعلها في أولويات عمله الدعوة إلى العقيدة الصحيحة، ومحاربة الشركيات، والخرافات، والبدع، والمنكرات، والسعي في إصلاح الناس باللين والحكمة والموعظة الحسنة. ومن الأولويات كذلك محاربة الغلو والتطرف، وتحذير الناس من الوقوع في اعتناق هذا الفكر الضال المنحرف الذي يدعو إلى العنف وأعمال التخريب والتفجير والإفساد في الأرض، وأن يسعى الداعية إلى إظهار جانب الوسطية والاعتدال والتسامح في الإسلام. ومنها: الدعوة إلى اجتماع كلمة الناس على طاعة ولاة أمورهم في غير معصية الله، وتحذيرهم من كل ما من شأنه تفريق كلمة المسلمين والخروج على ولاة الأمور، أو الانجرار في أعمال تخل بأمن المجتمع ونشر الخوف والذعر والبلبلة بين الناس. مواقع التواصل - مواقع التواصل الاجتماعي تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة من المتلقين.. كيف يمكن توظيفها واستثمارها في الدعوة إلى الله كمنصة إعلامية للمجتمع؟ وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، لها سلبيات، ولها إيجابيات، ولكن الداعية بحكم بصيرته بأصول الإسلام وقواعده، وحرصه على كل ما يخدم العملية الدعوية، وما يعينه على القيام بها خير قيام، فإنه من هذا المنطلق يمكن أن يستفيد من تلك الوسائل بشكل إيجابي في نشر الوعي الصحيح بين الناس، والدعوة من خلالها إلى الفضائل والقيم النبيلة، ونشر الكلمة الطيبة التي فيها نفع للناس وصلاح أحوالهم في أمر الدنيا والآخرة، وكذلك نشر العلم الشرعي المؤصل المبني على الدليل من الكتاب والسنة، وتصحيح مفاهيم الناس في أمور الدين، وغيرها من الأمور التي تهم الناس في مجال الدعوة إلى الله. ملتقى مهم - تنطلق اليوم فعاليات ملتقى المؤسسات الدعوية بجامعة الإمام.. كيف ينظر سماحتكم لدور القيادة في دعم العمل الخيري، وأهمية عقد مثل هذا الملتقى ؟ حكومة خادم الحرمين الشريفين أولت عناية فائقة للعمل الدعوي والمؤسسات الدعوية؛ فلم تألُ جهدًا في ذلك، وقدمت كل الدعم والتسهيلات في سبيل تيسير أمور الدعوة، ومساعدة الدعاة في قيامهم بمهامهم تحت مظلة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد التي قامت مشكورة بتنظيم شؤون الدعاة، ومتابعة أعمالهم، ومساعدتهم بكل ما يسهل القيام بعملهم. كما نذكر بالشكر والتقدير دور جامعة الإمام بصفتها جامعة إسلامية، فيها كليات شرعية ودعوية، تخرج الدعاة المؤهلين بالعلم الشرعي، ودورها في رعاية العمل الدعوي بشكل عام، وبالأخص رعايتها هذا الملتقى المبارك في ظل إدارة مدير الجامعة الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل. فجزى الله حكومة خادم الحرمين الشريفين ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والقائمين على هذا الملتقى خير الجزاء، وبارك في جهودهم، وكلل مساعيهم بالنجاح. إقامة مثل هذا الملتقى من الأهمية بمكان؛ فإن العمل الدعوي مهمة عظيمة، والقائم عليه قائم مقام النبي - صلى الله عليه وسلم - في تبليغ الرسالة ونشر العلم الشرعي بين الناس؛ فلا بد من تأهيل الداعية تأهيلاً عقديًّا وعلميًّا وفكريًّا حتى يسير على المنهج الوسطي الصحيح، وليكون بعيدًا عن الوقوع في الأخطاء، ويكون ناجحًا في قيامه بمهمته الدعوية.