سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تبني «الذكاء الاصطناعي» سيُسهم في خلق سوق واعدة ذات عوائد اقتصادية قللوا من مخاوف تأثير الأتمتة واستيلاء تطبيقاتها على وظائف البشر.. اقتصاديون ل«الجزيرة»:
أكد مختصون اقتصاديون ل«الجزيرة» أن تبني الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في مختلف القطاعات الحيوية سيسهم في خلق سوق جديدة واعدة، وسيكون لها العديد من العوائد الاقتصادية. وقال الاقتصادي خالد الغدير: تم إرسال أول إيميل عن طريق الإنترنت عام 1971م، وهو ما أعطى إشارة البدء في الثورة الصناعية الثالثة، أو ما يسمى ثورة الإنترنت التي تطورت بشكل مذهل حتى أصبحت كمية المعلومات التي تدخل في محركات البحث يوميًّا تعادل ما كُتب في تاريخ البشرية كاملاً. وقد وصل عدد الإيميلات المرسل يوميًّا إلى 269 مليار إيميل. ونتيجة لهذا التطور الكبير ظهرت بوادر الثورة الصناعية الرابعة، وهي ثورة الذكاء الاصطناعي التي استخدمت التكنولوجيا. ومجرد أجهزة تفاعلية، تقوم بأعمال ومهام معقدة بدرجة عالية من الدقة والمهارة.. وبدخولها الصناعة كان لها مردود ضخم. وتشمل هذه التقنية ما يأتي: أولاً: إنترنت الأشياء: وهي عملية ربط الأجهزة ببعضها عن طريق الإنترنت ضمن قوانين ومتطلبات معينة، تسهم في خلق مهام وخدمات ذكية. وهو ما يعتبر ثورة بحد ذاته، واتجاهًا صاعدًا للتقنية في السعودية وغيرها. ولهذه التقنية استخدامات ضخمة في الصناعة والخدمات والأمن. ثانيا: البيانات الضخمة: والمقصود منها الاستفادة من الكم الهائل من المستخدمين والبيانات التي تُحمَّل على برامج الإنترنت بشكل يومي؛ إذ وصلت الصور المحملة على برنامج فيس بوك إلى 240 مليون صورة يوميًّا. كذلك 10 آلاف ساعة فيديو يتم تحميلها يوميًّا على اليوتيوب. كذلك 42 مليار رسالة واتس آب يوميًّا؛ وبالتالي يمكن تحليل هذا الكم الهائل من البيانات واستخدامه في التسويق والخدمات وغيرها. ثالثًا: أجهزة الواقع الافتراضي التي تمكِّن المستخدمين من تجربة المنتجات، وزيارة الأماكن التي يتمنون زيارتها بشكل يشعرهم فعلاً بالتجربة. وهي تقنية يمكن أن تستخدم بشكل واسع في التدريب والخدمات والترفيه. لا شك في أن هذه التقنية ذات تأثير ضخم على الاقتصاد والمجتمع، ويزيد استخدامها تدريجيًّا؛ فهي تزيد من سرعة الإنجاز، وترفع الكفاءة، وتقلل التكلفة، وتسمح بصناعة منتجات لم يكن بالإمكان صناعتها. وقال الاقتصادي فهد الثنيان: الأتمتة والذكاء الاصطناعي فرصة لا يجب أن نحولها إلى نقمة.. قد يكون هناك تخوف من الأتمتة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي من ناحية استيلائها على وظائف البشر، وتقليص الحاجة لهم، وهو أمر غير صحيح مطلقًا. وعلى النقيض، هناك فرص ومزايا، وعلينا أن ندع جانب الخوف خلفنا، ونستعد للمستقبل بشكل أذكى. وكما أن هناك وظائف ومهنًا ستقل الحاجة لها فإنه في المقابل سيكون هناك وظائف ومهن أخرى ستزداد الحاجة لها. كما أن دعم أنظمة الذكاء الاصطناعي نفسها سيخلق وظائف ليس لها وجود اليوم؛ إذ تتوقع إحدى الدراسات أنه من بين كل 3 أطفال اليوم سيشغل اثنان منهم وظائف لا وجود لها اليوم! ففي قطاع الأعمال والقطاع المالي - على سبيل المثال - من المتوقع أن تساعد تطبيقات التقارير الرقمية والإحصائية الذكية على تفريغ المحلل المالي للقيام بعمله الأهم وذي القيمة المضافة، وهو فهم وتحليل واستنتاج العلاقات من التقارير لدعم صانع القرار بدلاً من إهدار الوقت في جمع الأرقام وإعداد الجداول التي تستهلك عادة معظم وقت المحلل المالي، مع أنها ليست الجزء الأهم في عملية إعداد التقارير والتحليل المالي؛ لذا فهي فعلاً ترفع الإنتاجية.