سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكتاب يتناول عناية خادم الحرمين الشريفين بتحقيق الأمن العقدي والفكري د. أبا الخيل يصدر كتاب: الروح والريحان والجنان في المواقف التاريخية المشرفة والسيرة العطرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (1-2)
تزخر سيرة قائد الأمة الإسلامية والعربية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالكثير من المواقف السامية التي غيّرت مجرى التاريخ، وأسهمت بشكل فعّال في إنقاذ البلدان العربية والإسلامية من مآزق خطيرة، وهذا الأمر ليس بغريب على ملك الحزم والعزم سلمان، فهو صاحب النخوة والمواقف الخالدة، وباستعراض أحد هذه المواقف الراسخة التي سطرها الملك العادل سلمان بن عبدالعزيز في نجدته لأهل اليمن من براثن الاعتداء الآثم الذي قامت به عصابة الحوثي المجرمة التي أهلكت الحرث والنسل، فستتجلى لنا أسمى آيات النبل والكرامة والشجاعة التي سطرها هذا الملك الشجاع، بشهادة القاصي والداني، واعتراف العالم أجمع. أما مواقف خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- في وطننا الغالي، ومع أبنائه البررة فهي راسخة للعيان، فالمملكة العربية السعودية، هي البلد الوحيد في العالم الذي يحكم بِشرع الله -عز وجل- وبِسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- إلى جانب خدمة الحرمين الشريفين. لقد نهض الملك سلمان بالمملكة عبر حزمة من القرارات التنموية شملت المجالات كافة وشتى الأصعدة، حتى أصبحت من أبرز دول العالم التي يشار لها بالبنان فها هي تتربع ضمن مجموعة الدول العشرين التي تملك أقوى اقتصاد في العالم؛ هذه الإنجازات والمواقف الخالدة لخادم الحرمين الشريفين، قدمها معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعضو هيئة كبار العلماء، والرئيس التنفيذي لمجلس اتحاد جامعات العالم الإسلامي، في كتاب متميز تجاوزت صفحاته تسعمائة وخمسين صفحة، سطر فيه الدكتور سليمان أبا الخيل مواقف تاريخية لملك الحزم والعزم، وربط المؤلف هذه المواقف الخالدة بالثوابت الشرعية والوطنية، ليكون هذا الكتاب الذي عنونه ب(الروح والريحان والجنان في المواقف التاريخية المشرفة والسيرة العطرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز)، أول إصدار في هذا الميدان، والكتاب الوحيد الذي يختص بهذه المواقف وآثارها الإيجابية داخل المملكة وخارجها، ويصدّر د.أبا الخيل مقدمة الكتاب بحديث عن نعم الله تعالى على هذا الوطن ومن أبرزها نعمة التوحيد في هذا الوطن، يقول معاليه: (فإن من دواعي ابتهاج وسرور كل مسلمٍ أن يكون توحيد الله جلَّ وعلا، وسُنَّة نبيِّه محمد هما أساس الحكم والتحاكم في بلده، وإليهما الرجوع في كل صغيرةٍ وكبيرة، وهذا بحمد الله وفضله وكرمه هو ما قامت عليه بلادنا الغالية: المملكة العربية السعودية بما تمثل به ولاة أمر هذا الوطن العزيز، من ثوابت تأسست على نصرة الكتاب والسُّنَّة، والقيام على أصل الأصول، وأساس الأمن، وأوجب الواجبات: توحيد الله -جلَّ وعلا- بصورته الصافية النقية كما نزلت في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حامية هذا الأصل مما يشوبه ويكدره، محققة لجوانبه، ومع تمسكها بهذه الثوابت العظيمة التي هي أساس العز والتمكين، وسبب كل خيرٍ عميم، إلا أن ذلك لا يمنعها من التعامل مع متغيرات العصر، وتفاعلات الواقع، آخذة بكل سببٍ يؤدي إلى النهوض والارتقاء، وبلوغ الريادة والعالمية، هذا المنهج الرشيد، والمسلك السديد هو ما قامت عليه بلادنا الغالية لا سيما في هذا الدور الذي أقامه وشيّد بناءه الملك المؤسس الباني المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه وجعل الجنة مأواه-، واستمر عليه أبناؤه البررة، متفاعلين مع قضايا العصوتجدد الحوادث، وتعقيدات الواقع، حتى تقلد زمام الأمور وولاية الأمر وإدارة سدة البلاد من لقب نفسه بخادم الحرمين الشريفين حباً لهما، وإخلاصاً لدينه، ووفاءً لعقيدته، ورعايةً لوطنه وأبنائه بصفةٍ خاصة والمسلمين بصفةٍ عامة، واستمراراً للعطاء، ومواصلةً للجهود المباركة الخيرة: الملك العادل الصالح الناصح سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي أكمل المسيرة حتى آتت جهوده ثمارها اليانعة ونتائجها السارة في هذا العهد الزاهر الميمون، الذي تلاقى فيه تراث الأجداد التليد العتيد بوفاء الأبناء والأحفاد المجيد فاتضح من خلاله قوة الأسس وسلامة البناء وصدق التوجه المفعم بصحة المعتقد والتوحيد الخالص، القائد إلى صدق الولاء وسلامة المنهج). ثم يثنّي الحديث في المقدمة عن صفات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حيث يقول: (إن من يرصد السمات الشخصية التي تميز مليكنا المحبوب من خلال لقاءاته والمناسبات التي يلتقي فيها المواطنين يترسم في هذا الملك الإنسان الحنكة والحصافة، والنزعة العربية الإسلامية والمحبة الصادقة لشعبه ووطنه، ومع ذلك البساطة المتناهية، التي يعيش فيها مع شعبه وكأنه واحدٌ منهم، ويحتل الوطن والمواطن سويداء القلب، فالوطن يعيش مع ملكينا كل لحظة من لحظات عمره المديد -بإذن الله- لا يرضى له إلا الصدارة، والرقي والحضارة، والأخذ بكل معطيات الحياة المعاصرة وما يضمن الأمن والاستقرار، مع الحفاظ على الثوابت والأسس التي قامت عليها هذه الدولة المباركة، ولذلك سطر التأريخ لولي أمرنا -أيده الله- بأن أمرين لا مساومة عليهما، الدين والوطن). ثم يكشف سبب إعداده لهذا الكتاب بقوله: (وإن أي مسلمٍ مؤمنٍ شرَّفه الله بالانتماء إلى هذا الوطن لا يسعه إلا أن يقول بملء فيه: بارك الله في ولي أمرنا، والحمد لله الذي سدده ووفقه، ونسأل الله عزّ وجلّ أن يحفظه بحفظه، ويكلأه برعايته، فقد قال أول ما بوأه الله ملكاً على هذه البلاد، وعاهد الله على أن يتخذ القرآن الكريم دستوراً له، ومنهج حياة، وصدق ما عاهد الله عليه، فاللهم أدم علينا هذه النعمة، واحفظها من الزوال، ونسأل الله بأسمائه وصفاته أن يبارك لنا في ولاة أمرنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وأن يجعل أعمالهم في موازين حسناتهم، وأن يحفظ علينا أمننا ويدفع عنا كيد الكائدين وعدوان المعتدين وفساد المفسدين، إنه سميعٌ مجيب، ثم إن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- كان يعاملني معاملة الوالد لولده، فكان يوجهني، ويرشدني، ويعلمني ما جهلت، فله فضلٌ كبيرٌ -بعد الله تعالى- عليَّ، وقد شُرِّفت بالعمل معه، وشرِّفت بحضور مجالسه في قصره العامر، ولا أزال أنهل من خيره، وإن من لا يشكر الناس لا يشكر، وقد رأيت من الواجب علي أن أكتب في شيءٍ من سيرته -يحفظه الله ويرعاه-، وإن كنت لن أستطيع أن أفي بعُشر مِعْشار ما يستحقه، لكنها مشاركة هي من أقل الواجبات، وسميته: الروح والريحان والجنان في المواقف التاريخية المشرفة والسيرة العطرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-). ويتحدث الدكتور أبا الخيل في الفصل الأول من الكتاب عن موضوع مهم وهو: الترجمة للخلفاء والملوك سنة ماضية بين العلماء، ليؤكد أهمية مبادرة العلماء إلى الكتابة عن سيرة الخلفاء والملوك الصالحين، وتعريف الأجيال بفضلهم وجهودهم الخيرة، يقول في هذا الفصل: (ينحى الغلاة منحًى خطيراً، وهو استخفافهم بالملك والإمارة، والخلفاء والملوك وأمراء المسلمين، ويرون الطاعة لهم، والثناء عليهم ومدحهم ذلاًّ ومهانة، ويفتخرون لعصيانهم والتمرد عليهم، كما قال الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم التغلبي في معلقته: وأيام لنا غر طوال عصينا الملك فيها أن ندينا ولكن الإسلام جاء بما يخالف ذلك كله، وحذر من إهانة سلطان الله في الأرض، وبيّن عقوبة من فعل ذلك، بل جاء آمراً بتوقيرهم وإعزازهم. عن معاذ -رضي الله عنه- قال: عهد إلينا رسول الله في خمس من فعل منهن كان ضامناً على الله: «من عاد مريضاً، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازياً في سبيل الله، أو دخل على إمامٍ يريد بذلك تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فيسلم الناس منه ويسلم». جاء من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- أن النبي قال: «من أجلَّ سلطان الله، أجلّه الله يوم القيامة». وفي لفظ: «السلطان ظل الله في الأرض، فمن أكرمه أكرمه الله، ومن أهانه أهانه الله». وعن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- قال: لما خرج أبو ذر إلى الربذة، لقيه رَكْبٌ من أهل العراق، فقالوا: يا أبا ذر، قد بلغنا الذي صُنِع بك، فاعقد لواء يأتك رجال ما شئت. قال: مهلاً مهلاً يا أهل الإسلام، فإني سمعت رسول الله يقول: «سيكون بعدي سلطان فأعزوه، من التمس ذُلَّهُ ثَغَر ثغرةً في الإسلام، ولم يقبل منه توبة حتى يُعيدها كما كانت». وما زال العلماء من الصحابة والتابعين على هذا. فعن حذيفة -رضي الله عنه- صاحب سر رسول الله قال: «لا يمشين رجل منكم شبراً إلى ذي سلطان ليذله، فلا والله لا يزال قوم أذلوا السلطان أذلاء إلى يوم القيامة». وقال سهل بن عبدالله التستري رحمه الله: «لا يزال الناس بخيرٍ ما عظموا السلطان والعلماء، فإذا عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإذا استخفوا بهذين أفسد دنياهم وأخراهم». وقال الإمام ابن أبي عاصم: «باب ما ذكر عن النبي من أمره بإكرام السلطان، وزجره عن إهانته». وقال ابن جماعة رحمه الله: «الحق الرابع: أن يعرف له عظيم حقه، وما يجب من تعظيم قدره، فيعامل بما يجب له من الاحترام والإكرام، وما جعل الله تعالى له من الإعظام، ولذلك كان العلماء الأعلام من أئمة الإسلام يعظمون حرمتهم، ويلبون دعوتهم مع زهدهم وورعهم وعدم الطمع فيما لديهم، وما يفعله بعض المنتسبين إلى الزهد من قلة الأدب معهم، فليس من السُّنَّة». وإذا كان الوالد يربي تربية خاصة، ويجب توقيره، فولي الأمر يربي تربية عامة، وهي أعظم، وبهذا أجاب أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي لما عوتب حينما قبَّل يد السلطان، قال ابن القيم -رحمه الله-: عوتب ابن عقيل في تقبيل يد السلطان حين صافحه فقال: أرأيتم لو كان والدي فعل ذلك فقبَّلت يده أكان خطأً أم واقعاً موقعة، قالوا: بلى، قال: فالأب يربي ولده تربيةً خاصةً والسلطان يربي العالم تربيةً عامةً فهو بالإكرام أولى. وملوك هذه البلاد هم من خيرة ملوك أهل الأرض الذين حكموا، يبين هذا: 1 جعلهم دستور البلاد هو كتاب الله تعالى وسُنَّة نبيِّه محمد. 2 حرصهم على العقيدة السلفية: عقيدة أهل الحديث، أهل السُّنَّة والجماعة. 3 تطبيقهم شرع الله تعالى بتنفيذ حدوده بين عباده. 4 نشر العدل، وجعل الناس سواسية أمامه، لا فرق بين كبيرٍ ولا صغيرٍ، ولا ذكرٍ ولا أنثى، ولا راعٍ ولا رعية. 5 القسمة بين الناس بالسوية، وفق قسمة مرضية. 6 دفاعهم عن الدين الإسلامي، والتضامن المعزز لذلك. 7 نشرهم لكتاب الله تعالى وسنة رسوله في أصقاع الأرض كافة. 8 عمارتهم الحرمين الشريفين، وقيامهم على خدمة الحجاج والمعتمرين وزوار مسجد رسول الله. 9 عمارتهم المساجد داخل المملكة وخارجها. 10 رغد العيش، والأمن الوارف، حتى إن الرجل ليسير من شرق المملكة إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها لا يخشى إلا الله ثم ذنوبه. 11 الاهتمام بالتعليم وفق الشريعة الإسلامية. 12 الأخذ بهذه البلاد ومواطنيها نحو الرقي والتقدم في المجالات كافة. 13 تيسير الأمور ليحصل المواطن على حياةٍ كريمة، من تعليمٍ وصحةٍ وسكنٍ ورفاهية، وغير ذلك مما هو معلوم، مما قد اكتمل عقده في هذا العهد السلماني، عهد الحزم والأمل. 14 العمل الدؤوب لخدمة المواطنين. 15 الحب المتبادل بين الراعي والرعية، فهو يحبهم، وهم يحبونه، وهو يدعو لهم، وهم يدعون له. ولست بصدد الحصر، ولو أردت لما استطعت، وقد ذكرت شيئاً من ذلك في كُتبي الأُخر ككتابي: «السلفية»، وكتابي: «مقومات المواطنة». فهذه البلاد وولاة أمرها، يستحقون الثناء والتقدير، ويستحقون أن يخلِّد هذا التاريخ المشرف، الذي تفتخر به أجيال المسلمين: ماضيهم ممن أدركها، وحاضرهم، مستقبلهم. بعد ذلك يتناول الدكتور أبا الخيل في الفصل الثاني من الكتاب لمحة تاريخية المملكة العربية السعودية، ليؤكد أن الدولة السعودية أدوارها الثلاثة تشع بالخير، وتفيض به، ويعم خيرها القاصي والداني، الموافق والمخالف؛ لأن لديها رسالة سامية، تحملتها من أول نشأتها، وهي رسالة التوحيد، كما تطرق إلى نسب الأسرة الحاكمة آل سعود، مستشهداً بأقوال كبار المؤرخين في هذا الشأن، وما يتصل بهذا الموضوع من العنوانات الفرعية. بعد ذلك انتقل الدكتور أبا الخيل إلى الفصل الثالث ليتحدث فيه عن: ملامح المنهج السلفي الذي تنهجه المملكة العربية السعودية، ليؤكد فيه: أن المملكة العربية تتبنى المنهج السلفي، وولاة أمرها سلفيون، وأنشطتها سلفية، وكل أمرٍ تقوم به، فإنما هي تقوم به بمنهاجٍ سلفيٍّ قويم، ويخطئ كثيرٌ من الناس في فهم هذا المنهج، فهناك من ظن أن المنهج السلفي منهجٌ إرهابيٌ قائمٌ على التكفير والقتل وانتهاك الحرمات، بسبب أن هناك من ادعى أنه سلفي -وهو كاذب- انتهج هذا المنهج، كحال السرورية وجبهة النصرة وداعش وغيرها. ومنهم من ظن أن المنهج السلفي يُعيق عن التقدم والأخذ بالجديد الموافق للشرع، حينما رأى من يدعي أنه سلفي ممن ينتسب إلى جماعة التبليغ، وآخر ظن أن المنهج السلفي منهجٌ تلون بحسب المصالح، عندما رأى بعض جماعة الإخوان المسلمين يتزيون بالزي السلفي ظاهراً لتحقيق مآربهم فترة من الزمن. ولهذا أحببت بيان المنهج السلفي الذي عليه هذه البلاد، والذي عليه ولاة أمرها، وملامحه وخصائصه أوجزتها في الآتي: 1 الوسطية وعدم الإفراط أو التفريط، وهذا مبنيٌّ على أن مذهبهم هو المذهب الوسط في الأمور كلها، فهم وسطٌ في أسماء الله وصفاته بين المشبهة والمعطلة، وهم وسطٌ في أفعال الله -عزّ وجل- بين القدرية والجبرية، وهم وسطٌ في الوعد والوعيد بين الوعيدية والمرجئة، وهم وسطٌ في أصحاب رسول الله بين الغالية والجفاة، وهم وسطٌ في المعقول والمنقول، والحق وسطٌ بين باطلين باطل الغلو وباطل الجفاء، والله تعالى أمر بالوسطية في كل شيءٍ حتى في الصناعات قال الله تعالى: {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ}. قال ابن جزي رحمه الله: «معنى السرد هنا نسج الدروع وتقديرها أن لا يعمل الحلقة صغيرة فتضعف، ولا كبيرة فيصاب لابسها من خلالها، وقيل: لا يجعل المسمار دقيقاً ولا غليظاً»، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: «فشرع الله عدلٌ بين الغالي فيه والجافي عنه، لا إفراط ولا تفريط». ومن نظر في منهج السلف وجده وسطاً في كل شيء. قال كعب الأحبار: «إن هذا الدين متين فلا تبغض إليك دين الله وأوغل برفق، فإن المنبت لم يقطع بُعداً ولم يستبق ظهراً، واعمل عمل المرء الذي يرى أنه لا يموت اليوم، واحذر حذر المرء الذي يرى أنه يموت غداً». وقال: «أدركت من أصحاب رسول الله أكثر ممن سبقني منهم، فما رأيت قوماً أيسر سيرة ولا أقل تشديداً منهم». وقال الحسن البصري رحمه الله: «دين الله وضع فوق التقصير ودون الغلو». وقد خصص الدكتور أبا الخيل الفصل الرابع للحديث عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ليتحدث فيه عن مولد ونشأة الملك سلمان، ورصد إنجازاته يقول في هذا الجانب: (لقد كان لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- إنجازات عظيمة، ومشاريع عملاقة، لا يستطيع أحد إنكارها إلا من كان ينكر الشمس رابعة النهار. والإنجازات كثيرة جدّاً، ورصدها مما يعجز عنه الكاتب، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله). يتبع..