كانت مسيرة زلاتكو داليتش التدريبية انعكاساً لمشوار كرواتيا في كأس العالم لكرة القدم، فهي طويلة وشاقة وجديرة بالاحترام وتستحق التقدير. ونال المدرب البالغ عمره 51 عاماً خبرة من العمل مساعداً لميروسلاف بلاجيفيتش، الذي قاد منتخب الدولة الناشئة لقبل نهائي كأس العالم 1998، لكنه اتخذ قراره في 2010 بالانتقال للعمل في دول الخليج ورأى أن هذا هو السبيل الوحيد لإثبات جدارته كمدرب. وبعد سبع سنوات تولى قيادة منتخب كرواتيا الذي عانى من الفوضى وبدأ يعيد توحيد الصفوف ببطء ودفع اللاعبين لإخراج أفضل ما لديهم حتى كلّلت جهوده بالتأهل لنهائي كأس العالم أمام فرنسا. وقال داليتش يوم الخميس عبر مترجم «أنا شخص يتحلّى بالتفاؤل دائماً وأنظر لكل الأمور بشكل إيجابي». وأضاف «واجهنا الكثير من المشاكل وإذا خلقت المزيد منها لما وصلنا للنهائي». وتابع «ثقافتنا داخل المنتخب كانت بحالة يرثى لها وقرر لاعبون مقاطعة قميص المنتخب لكننا الآن في نهائي كأس العالم ويحتفل المشجعون في الشوارع وإذا لعبت جزءاً صغيراً في هذا النجاح فأنا سعيد جداً». ولعب داليتش دوراً حاسماً في تغيير ثقافة الفريق لكنه واجه تحدياً مختلفاً في روسيا عندما رفض نيكولا كالينيتش النزول بديلاً في المباراة الأولى أمام نيجيريا بداعي أنه يعاني من إصابة بالظهر. وتعامل داليتش بصرامة مع الموقف عندما أعاد مهاجم ميلانو إلى الديار بعد خمسة أيام من انطلاق البطولة لتتقلّص تشكيلته إلى 22 لاعباً لكنه أحكم قبضته على الفريق. وقال داليتش «من المحزن جداً ما حدث لكنني لن أمعن النظر في هذه الأشياء». «منذ اليوم الأول امتدحت ترابط ووحدة الفريق لأن الفرق غير المتجانسة عادت للديار بالفعل وهم الآن في الشواطئ». ولطالما كانت كلمة الاحترام في قاموس داليتش وكانت محورية في قراره بالانتقال للسعودية قبل ثماني سنوات لتدريب الفيصلي وبعد ذلك درب اثنين من أكبر أندية المنطقة وهما الهلال السعودي والعين الإماراتي. وواصل «خلال مسيرتي وحياتي أحب أن أسلك الطريق الأصعب دائماً والقتال بكل قوة. «لم أكن أريد البقاء في كرواتيا وأن أكون مدرباً متوسط المستوى ينتظر الهدايا. المدربون الكروات لا يحظون باحترام في أوروبا حتى اذا حققوا نتائج رائعة. يبحثون فقط عن الأسماء اللامعة.