تتركز الأنظار اليوم في الدور ثمن النهائي، نحو لقاء المنتخبين الروسي المضيف المدفوع بالحماس والحيوية، ونظيره الإسباني المطعم بنجوم من ذوي الخبرة سبق لهم التتويج بلقب 2010، ويعول «لا روخا» على عدد من اللاعبين الذين كانوا ضمن التشكيلة التي أحرزت لقب كأس العالم في جنوب إفريقيا قبل ثمانية أعوام، في حقبة ذهبية للكرة الإسبانية شملت إحراز ثلاث بطولات كبرى في أربعة أعوام (مونديال 2010 وكأس أوروبا 2008 و2012)، الحرس الإسباني القديم أمثال سيرخيو راموس وجيرار بيكيه وسيرجيو بوسكيتس وبيبي رينا ودافيد سيلفا وأندريس انييستا مسجل هدف الفوز على هولندا في نهائي 2010، وسيكون في مواجهتهم على ملعب لوجنيكي في موسكو، أرتيم دزيوبا وألكسندر غولوفين وزملائهما في المنتخب المضيف الذي حقق نوعًا من المفاجأة بعبوره للدور ثمن النهائي بحلوله وصيفًا للأوروغواي في المجموعة الأولى، علمًا أنه أدنى المنتخبات تصنيفًا (70 عالميًا) من بين المنتخبات ال32 المشاركة في المونديال، وتصدرت إسبانيا عناوين مونديال 2018 قبل يومين من بدايته: في خطوة مفاجئة، أقال اتحادها المدرب جولن لوبيتيغي على خلفية الإعلان عن انتقاله إلى ريال مدريد بعد النهائيات، وأوكلت المهمة إلى فرناندو هييرو الذي سيكون أمام الاختبار الأهم حتى الآن، في الدور الأول بدا أداء المنتخب الإسباني غير ثابت، وتعادل مع البرتغال 3-3، فوز صعب ومحظوظ على إيران 1-صفر، وتعادل مع المغرب 2-2. تصدرت إسبانيا متساوية بالنقاط مع البرتغال، ولم يظهر فيها قلبا دفاعها راموس وبيكيه صلابتهما المعهودة، ومثلهما دافيد سيلفا في الوسط، بينما استبدل انييستا مرتين، وأثارت أخطاء دافيد دي خيا في حراسة المرمى القلق، في المقابل فإن سرعة الروس لا تنقص لا روخا» الحلول أو المهارات، وتضم تشكيلته إضافة إلى الأسماء الباقية من تشكيلة 2010، دييغو كوستا مسجل ثلاثة أهداف في المونديال، وماركو أسنسيو وايسكو وغيرهم، وسيكونون في مواجهة منتخب تظهر الإحصاءات أنه أكثر الفرق جريًا في الملعب منذ انطلاق المونديال، ما أثار بعض علامات الاستفهام، لاسيما في ظل فضائح التنشط التي هزت الرياضة الروسية في الأعوام الماضية، وهو منتخب متحمس جدًا، وقدم مستويات قوية تميز فيها اللاعبون بالسرعة في الملعب، وهو ما يتوقع أن يكون عليه الحال مجددًا اليوم. كرواتيا × الدنمارك ستكون مواجهة كرواتيا والدنمارك مباراة تفوح منها رائحة ذكريات عام 1998، عندما تتواجه كرواتيا الممتعة مع الدنمارك التي لا تقهر في الدور ثمن النهائي، حين حققا أفضل نتيجة لهما في تاريخ مشاركاتهما في كأس العالم، حيث وصلت كرواتيا إلى نصف النهائي في أول مشاركة لها بعد الاستقلال عن يوغوسلافيا قبل أن ينتهي مشوارها بهدفي الفرنسي ليليان تورام (1-2)، فيما بلغت الدنمارك ربع النهائي وخسرت أمام البرازيل (2-3). والمفارقة أيضًا أن المنتخبين تواجها في التصفيات المؤهلة لمونديال 1998 وتعادلا ذهابًا في زغرب 1-1 وفازت الدنمارك 3-1 وتأهلت كمتصدرة للمجموعة، فيما خاضت كرواتيا الملحق وتأهلت على حساب أوكرانيا قبل أن تحقق الإنجاز في النهائيات بإقصائها ألمانيا من ربع النهائي بنتيجة كاسحة (3-صفر). ويمكن القول دون تردد أن الكرواتي الأكثر إقناعًا بين المنتخبات ال32 التي خاضت الدور الأول، واستحق بطاقة ثمن النهائي، رغم مشاركته بتشكيلة رديفة. أما الدنمارك فتأهلت إلى ثمن النهائي للمرة الأولى منذ 2002 دون أن تقنع، بعد أن حلت ثانية في مجموعتها خلف فرنسا 18 مباراة متتالية دون هزيمة، ومن المتوقع أن تكون المباراة مواجهة بين الإمتاع الهجومي الكرواتي بقيادة لوكا مودريتش، ماريو ماندزوكيتش ايفان بيريشيتش ومن خلفهم ايفان راكيتيتش، والصلابة الدفاعية للدنمارك التي لم تتلق أكثر من هدف في مباراة واحدة منذ 8 أكتوبر 2016 حين خسرت أمام بولندا 2-3 في تصفيات المونديال الروسي. ويخوض المنتخب الدنماركي اللقاء متسلحًا بسجله المميز مع مدربه النروجي أوغه هاريده، إذ لم يذق طعم الهزيمة في مبارياتهم ال18 الأخيرة، وتحديدًا منذ 11 أكتوبر 2016 وأسلوب منتخب الدنمارك مشابه لأيسلندا لديه شخصيته الانضباطية وبعض المواهب الفردية.