جاءت مكرمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمنزلة طوق نجاة للرياضة السعودية، التي أمر فيها -حفظه الله- بتسديد جميع الديون الخارجية للأندية السعودية التي كانت تمثل كابوسًا وهاجسًا مقلقًا لجميع الرياضيين بما فيهم المسؤولون بالهيئة العامة للرياضة، وهي مكرمة اعتدنا عليها ولله الحمد بشكل دائم من لدن قيادتنا الرشيدة وهي امتداد للكثير من المكرمات الملكيه التي يتمتع فيها أبناء وطننا الغالي. هذه المكرمة تجسد الاهتمام الكبير الذي يجده قطاع الشباب والرياضة من ولي العهد رغم انشغاله بالعديد من الملفات الإقليمية والدولية المهمة والحساسة، وهي تأكيد على أهمية الرياضة التي تحتوي شريحة مهمة في مجتمعنا وهي شريحة الشباب الذين يمثلون نسبة كبيرة في المجتمع السعودي. وأجد أنه اليوم وبعد هذه المكرمة الغالية والكريمة لأعذر لجميع رؤساء الأندية السعودية، فجميعهم سيصبحون محاسبين أمام جماهير أنديتهم وكذلك المسؤولين، فمعالي المستشار تركي آل الشيخ خرج وتحدث أمام الجميع مبينًا الدعم المادي الكبير الذي قدم من سمو ولي العهد الذي تجاوز في مجمله مبلغ المليار ريال، وبين أوجه الصرف كيف ستكون لهذا الدعم الكبير الذي سيحل الكثير من القضايا المالية التي تعاني منها الأندية السعودية كافة سواء داخلية أو خارجية. وأعتقد أن الموسم المقبل لن نشاهد (هياط) بعض الرؤساء الذي اعتدنا عليه في مواسم مضت، وهو (الهياط) الذي خلف الكثير من الديون الكبيرة على الأندية وقضايا مالية لا حصر لها. الموسم المقبل سينكشف (فكر) الكثير من الرؤساء وذلك من خلال ماسيبرمونه من صفقات وتعاقدات مع لاعبين أجانب ومحليين، وهو عمل يحتاج لفكر كروي فاهم يحدد جيدًا احتياجات ناديه وقادر على أن يدير المفاوضات بعيدًا عن جشع واستغلال بعض السماسرة. الموسم المقبل يجب أن تكون فيه المحاسبة على أعلى مستوى من قبل المسؤولين عن رياضتنا، فمكرمة ولي العهد سددت جميع الديون الخارجية، والهيئة العامة للرياضة أعلنت بعد هذه المكرمة عن تكفلها بعقود جميع المدربين واللاعبين الأجانب لجميع الأندية بعد أن رصدت مبلغ 375 مليون ريال لهذه التعاقدات، إضافة إلى أن أقل نادٍ يلعب بدوري المحترفين السعودي سيحصل على عائدات مالية تتجاوز ال20 مليون ريال من حقوق النقل التلفزيوني وعقود الرعاية المبرمة من قبل رابطة دوري المحترفين السعودي. فبيئة العمل في الأندية السعودية أصبحت اليوم جاذبة ومشجعة للجميع أكثر من السابق، فالمال أصبح اليوم متوفراً في جميع الأندية السعودية، بفضل ما يقدم من دعم كبير من قيادتنا الرشيدة. والأهم الآن هو يجب أن لا تعود رياضتنا للمربع السابق المليء بالمشاكل والقضايا المالية، لذا يجب أن يكون هنا رصد ومتابعة لعمل جميع إدارات الأندية السعودية، فطالما أن الرؤساء اليوم لا يدفعون ولا يسيرون الأندية من أموالهم الخاصة مثل السابق فيجب أن تفرض عليهم رقابة مالية وإدارية صارمة جدًا لإيقاف أي هدر مالي، وأجزم أن أي إدارة لا تستطيع تحقيق النجاح لها ولفريقها في الموسم المقبل، هي إدارة (فاشلة) لا تستحق البقاء في منظومة العمل الرسمي داخل أنديتنا.