وسط ضجيج خصوم الرئيس ترمب، ضاعت إنجازاته، التي لو حقق غيره جزء منها لأصبح شاغل الناس، خصوصا في الداخل الأمريكي، فمعركة الإعلام الشرسة ضده، ألقت بظلالها على إنجازاته، والعجيب أنه أنجز كل ذلك، رغم كل ما لاقاه من صلف، وهو صلف يتحمل هو جزء منه، نتيجة لنرجسيته وعناده، وخياراته السيئة لأركان إدارته في بداية رئاسته، وهي الأخطاء التي صححها، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هذا الانحياز الإعلامي ضد ترمب، هو عكس الهوس المبالغ فيه بالرئيس أوباما، الذي كان نجما مفضلا مهما فعل، ودعونا نتطرق لإنجازات ترمب بموضوعية، فبعد فوزه بالرئاسة، بدأ في تنفيذ ما وعد به، على عكس من سبقوه، فقد كان شائعا أن يطلق المرشح الرئاسي الوعود، ثم بعد دخول البيت الأبيض، يصبح أسيرا للوبيات المصالح، وينسى الوعود. الرئيس ترمب، وفي أيامه الرئاسية الأولى، تواصل مع الشركات الأمريكية الكبرى، العابرة للقارات، التي كانت قد نقلت معظم مصانعها خارج أمريكا، وتفاهم معها على ضرورة أن تكون في خدمة الاقتصاد الأمريكي في الداخل، وقد نجح إلى حد ما، وكان من نتيجة ذلك أن انتعش الاقتصاد، وأصبحت نسبة البطالة في أدنى حد لها، والأدهى أن نسبة البطالة بين السود، انخفضت إلى مستوى تاريخي، رغم اتهام ترمب بالعنصرية، والأرقام لا يمكن أن تكذب، ثم في السياسة الخارجية، أعطى الأوامر بضرب مطار الشعيرات في سوريا، ورغم أن الضربة كانت محدودة، إلا أنها كسرت قاعدة الضعف والهوان الأمريكي، التي رسخها أوباما، وكان من نتيجتها العبث الروسي والإيراني، الذي جعل قاسم سليماني يتجول في عواصم عربية، معلنا التحدي للجميع، وما زلت لا أصدق، أن إيران اعتقلت جنودا أمريكيين، وأذلتهم، وهو أمر لا يمكن أن تجرؤ عليه مع ترمب، وبإمكانها أن تجرب ذلك الآن! التفت ترمب إلى كوريا الشمالية، التي يتزعمها دكتاتور ثخين، يفكر خارج إطار التاريخ، وبعد أن اعتقد الجميع أنه سيضربها عسكريا، تم التفاهم على لقاء بين ترمب وزعيم كوريا، ولا شك أن ترمب استفاد من علاقته الودية، مع زعيم روسيا بوتين، ومع الرئيس الصيني، في سبيل كبح جماح خطر كوريا الشمالية، التي تهدد أهم حلفاء أمريكا في جنوب شرق آسيا، ثم جاء انسحاب ترمب من الاتفاق النووي، لتدخل منطقة الشرق الأوسط مرحلة جديدة في التعامل مع خطر حكومة ملالي إيران الفاشية، التي عاثت بالمنطقة فسادا، في عهد أوباما وهيلاري كلينتون وجون كيري، وبقية حمائم واشنطن، ولك أن تتخيل أن كل هذه الإنجازات للرئيس ترمب، حدثت وسط تشويش خصومه، وانحياز الإعلام ضده، وفي مدة لا تتجاوز العام والنصف، منذ دخولة البيت الأبيض، وإذا كان ترمب يستحق النقد، فهو أيضا يستحق الإشادة، والحديث عن إنجازاته، داخليا وخارجيا، مع العلم أنني لم أتطرق إلا لأهم الإنجازات!