1. بدأ علم تحليل الأحلام (Dream Analysis) بمقدمات تفسير الأحلام التي عرفتها المجتمعات الإنسانية منذ بدء الخليقة.. وفي ثقافة كل المجتمعات قصص يتداولها الناس بشكل يومي عن تفسير الأحلام.. بل إنها وردت في كتب الأديان جميعاً بما في ذلك القرآن الكريم.. الرؤيا إذا لم تكن كلها أضغاث أحلام فبعضها رسالة.. وهي أقرب شيء للوحي حيث روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءاً من النبوة».. بل إن معظم سورة «يوسف» تقوم على تفسير وتأويل الرؤى والأحلام. 2. ربط علماء الشعوب وعامتهم سبب وجود الأحلام بأسباب خارجية وأخرى داخلية.. فالتفسيرات الخارجية أنها رسالة من الله تعالى.. أما التفسير الداخلي فهو أنه توجد دوافع أو مثيرات قوية في نفس كل إنسان تظهر على شكل رؤى وأحلام أثناء نومنا. 3. تحليل الأحلام يستدعي معرفة الطبيعة الرمزية للغة الأحلام.. والتي يقول «فرويد» عنها أنها لغة مكثفة تجمع كثيراً من الأفكار في صورة مفردة واحدة.. ويعتمد تماماً مفسرو الأحلام على اللغة الرمزية التي يربطها المفسر بالاسم، أو الشكل، أو الحجم، أو المعنى، أو الثمن، أو الندرة، أو الوفرة، أو النظافة، أو القذارة، أو الحب، أو الكره، أو التشاؤم، أو التفاؤل.. الخ. 4. الأحلام تُفَعَّل على أساس ذكريات أحداث اليوم السابق.. سواء كانت مخاوف أو إحباطات أو رغبات.. فمن الأحلام المعتادة أن تحلم المرأة الحامل بأنها وضعت مولودها.. أو يحلم السجين بأنه حر طليق أو يحلم الجائع أنه يأكل ما لذ وطاب.. وهكذا.. وهناك أحلام خيبة الأمل أو أحلام عقاب النفس أو أحلام لقاء المحبوب أو ظهور المفقود أو عودة الغائب.. كما أن خداعك لنفسك خلال يقظتك يظهر جلياً في منامك.. فترى الأحلام المزعجة أو المرعبة التي تجد نفسك خلالها في ورطة عميقة حتى تفيق من ذلك الكابوس. 5. يقول فرويد: إن بعض هذه الأحلام يقوم بدور دفاعي.. حيث تخفف هذه الأحلام فائض التوتر لديك أو تحذرك من بعض المخاطر.. أو تنبهك إلى أحداث تاهت منك في زحمة الحياة فلم تفطن لها بوعي كامل. 6. أشهر من برع في تفسير الأحلام لدى العرب هو ابن سيرين الذي ولد عام (33ه) في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وتوفي عام (110ه).. وارتبط اسمه في هذا المجال بكتاب منسوب إليه وهو كتاب «تفسير الأحلام».. الذي كان ولا يزال من أشهر الكتب التي ألفت في تفسير الأحلام حتى اليوم.