يعتبر المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) المؤسسة الدولية الوحيدة التي تمثل المتاحف والعمل المهني المتحفي على مستوى العالم، ويعد هذا المجلس منظمة عالمية أنشئت عام 1946م متخصصة في المتاحف يشارك فيها 118 دولة ضمن لجان وطنية إضافة إلى عضويات أفراد من دول العالم، كما يوجد فيها 30 لجنة دولية تهتم بمختلف المجالات المتحفية. ومن ضمنها اللجنة الوطنية السعودية المشكلة في أكتوبر 2015م، تحت مظلة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، والرئيس الفخري للجنة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وفي عام 1977، أسس المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف اليوم العالمي للمتاحف، والذي يصادف الثامن عشر من شهر مايو، بهدف زيادة توحيد الطموحات الإبداعية والجهود التي تبذلها المتاحف ولفت انتباه الرأي العام العالمي لنشاطها. يتم في هذه المناسبة التذكير بأن المتاحف وسيلة هامة للتبادل الثقافي وإثراء الثقافات وتنمية التفاهم المتبادل والتعاون والسلام بين الشعوب. وقد أطلق المجلس الدولي للمتاحف شعار هذا العام (المتاحف وفضاءات الانترنت مقاربات جديدة، جمهور جديد) وتنطلق الفكرة من توجه العالم حالياً لاستهداف جميع فئات المجتمع كجمهور جديد. حيث ينبغي على العاملين بالمتاحف التفاعل مع الشعار وتحقيق أهدافه، عن طريق جعل المتاحف قريبة من الجمهور. ومن هذا المنطلق شرعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بجهود كبيرة وملموسة في العمل على المتاحف التي اعتمد برنامج التحول الوطني دعم الهيئة في إنشائها وتشغيلها وتجهيز العروض المتحفية الخاصة بها في مختلف مناطق المملكة بهدف تعزيز الارتباط بين المواطن وموروث وطنه الحضاري والمحافظة على الآثار والتراث ومكوناتها وتحقيق المعرفة والتوعية بها. وضمن هذه الجهود مشاركة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في اليوم العالمي للمتاحف من خلال برامجها التوعوية وتفاعلها المباشر مع جميع فئات المجتمع، وقد تميزت مشاركتها للحدث هذا العام بإطلاق العديد من الفعاليات والبرامج العلمية في جميع متاحفها الإقليمية والخاصة والمتخصصة بهدف غرس القيم وتعزيز الهوية الوطنية لدى افراد المجتمع وجعلهم في قلب الحدث واطلاعهم على كل ما هو جديد في مجال المتاحف، إيماناً منها بأهمية دور المتاحف كونها مؤسسة ثقافية تحفظ الشواهد المادية واللامادية للشعوب. ومن هذه الفعاليات معرض (متاحفنا هويتنا) المقام في مركز بانوراما مول حيث تفاعل الزوار ومرتادي المركز مع المعرض الذي يهدف الى تعريف المجتمع بقيمه وثراء تراثه الثقافي من خلال عرض عدد من القطع الأثرية تمثل مراحل تاريخية مختلفة تؤكد البعد الحضاري للمملكة والغوص في ذاكرة الوطن، باعتبار هذه القطع دليل جدير لأصالة وعراقة تاريخ المملكة. كما توسع نطاق الاحتفالات لتنظيم رحلات ميدانية مجانية من المركز لعدد من المتاحف بحافلات مريحة وبمرشدين سياحيين للتعريف بهذه المتاحف ودورها في المجتمع. كما تفاعلت متاحف الجامعات والمؤسسات والمتاحف المتخصصة بالمملكة مع الحدث بإقامة عدد من اللقاءات العلمية والتعريف بالمتاحف ونشر الثقافة المتحفية بين فئات المجتمع. حيث ساهم اللقاء العلمي المقام في متحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بتفاعل هادف مع المناسبة تناول فيه عدد من المتخصصين دور المتاحف في المجتمع بمختلف أنواعها وتضمن اللقاء تسليم عدد من أصحاب المتاحف الخاصة تراخيص لمتاحفهم من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مقابل استيفاء هذه المتاحف لمعايير التصنيف المعتبرة من الهيئة. وقد ساهم عدد من أصحاب المتاحف الخاصة باستضافة الزوار في أجواء تراثية تم من خلالها التعريف بماهية المتاحف الخاصة وعرض التسهيلات المقدمة من الهيئة لهذه المتاحف مما ساهم في نشر توعية المحافظة على التراث. ومن ضمن البرامج ايضاً نشر عدد من الرسائل التوعوية عن المتاحف في وسائل التواصل الاجتماعي كان لها تأثير اجابي لتفاعل الكثير من فئات المجتمع مع الحدث، بالإضافة لتنظيم مسابقات تهدف لتعزيز الوعي لدى المجتمع بأهمية المتاحف وجذب الجمهور لزيارتها للاطلاع على محتواها. ولازال التفاعل قائم حتى كتابة هذه السطور مما يدل على تغير النظرة التقليدية في المجتمع لثقافة المتاحف وارتفاع مستوى الوعي المتحفي بين أفراده. وكل عام ومتاحفنا في تقدم وتطور لتحقيق أهدافها في صون التراث وحفظه. ** **