هذه البلاد التي دخلتها الآلات الموسيقية من بوابة الموسيقى العسكرية، التي واجهتها اعتراضات قلة آنذاك، حينما تولى الموسيقار الراحل طارق عبدالحكيم زمام هذه الفرقة، ونمت فيها الموسيقى والأغنية تدريجيًّا حتى وصلت الأغنية السعودية إلى مختلف أنحاء العالم العربي، وتغنى بها فنانون عرب لجمال كلماتها وألحانها، حتى جاءت الانعطافة الكبرى عام 1979، وتم تجفيف الوطن تماما من صوت الموسيقى والفنون المختلفة. إن عودة الفنون مجددا بمختلف أنماطها، والاحتفاء بها سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، وإقامة الحفلات الغنائية، وحفلات الأوبرا، كالأوبرا المصرية في الرياض، يعيد الروح لمدينة صحراوية ظلت لعقود محرومة من هذه المجالات التي توجد في مختلف دول العالم، بل تحتفي الدول بموسيقاها ومؤلفيها الموسيقيين الكبار، وما زالت مقطوعاتهم الموسيقية تتردد في دور الأوبرا في العالم، على مر الزمان، وهو ما يجب أن ندركه هنا جيدًا، فكم مرة تحدثنا عن حاجتنا إلى معاهد فنية متخصصة في مجالات تعليم الموسيقى والسينما والمسرح، وكل ما يتبعها من مكونات سواء على مستوى المكان أو الأشخاص الأعضاء في الفرق، العازفين على مختلف الآلات المتنوعة. في كثير من الدول، حتى دول الجوار، يتم تدريس الموسيقى في مدارس التعليم العام، بل حتى هنا كانت مدارس في جدة تدرس الموسيقى ضمن موادها في مرحلة الستينات من القرن الماضي، ولو وصلنا إلى مرحلة تدريس الموسيقى في مراحل التعليم الأولي، حتى ولو كحصص لا صفيِّة، ولا تدخل ضمن التقييم العام للطالب في نهاية العام، لاستطعنا أن نربي الذائقة فقط، دون ضرورة تعلم العزف على آلات موسيقية، ولتمكنا من اكتشاف المواهب المتميزة في ذلك، كي تواصل طريقها في معاهد الموسيقى والفنون المختلفة.