المملكة في حركة دؤوبة دائما، ومشارك وفاعل ومؤثر في مختلف القضايا الاقليمية والدولية والسعودية صاحبة قرار سياسي وإقتصادي، ونشاط دبلوماسي، ومن صناع القرار الدولي، وفي ديناميكة عالية المستوى، فبينما كان سمو ولي العهد الأمين في زيارة رسمية خارجية شملت بريطانيا وامريكا وفرنسا وإسبانيا، كان سمو وزير الداخلية في زيارة رسمية آسيوية شملت ماليزيا وسنغافورة والفلبين. وفيما تجري المملكة داخليا تحضيرات انعقاد القمة العربية (قمة القدس) في دورته (29) التي انعقدت في الظهران، برئاسة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - كان هناك مناورات (درع الخليج) المشترك بحضور قادة ومسؤولي 24 دولة، كل هذا يؤكد بأن بلدنا السعودية - ولله الحمد - دولة قوية مترامية الأطراف، تعمل بثبات وقوة على عدة جبهات وقطاعات، ويعيش فيها المواطن والمقيم بأمن واستقرار وسلام. فنتائج القمة أثبتت بأن المملكة صاحب دور رئيس في تعزيز الامن والاستقرار الخليجي والعربي والاسلامي، ومشارك في صناعة القرار الدولي، وأن السعودية دولة ذات ثوابت رئيسة في مواقفها مع الجميع، وأنها إذا قالت فعلت، بعيدا عن الخطابات التعبوية الرنانة سواء كانت إيرانية أو تركية، فالقدس والقضية الفلسطينية دائما من أولويات المملكة، لا تداهن أو تراهن عليها فقد أعلن خادم الحرمين الشريفين موقفا عربيا موحدا من القدس بتسميت قمة الظهران (قمة القدس). وتبرع حفظه الله - ب150 مليون دولار للأوقاف الاسلامية في فلسطين و50 مليون دولار للآنروا، وعارضت القمة بدعم من المملكة قرار الادارة الامريكية الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فمواقف المملكة واضحة لا غبار فيها مع الاصدقاء والاعداء، وايضا لها موقف قوي وثابت من التدخلات الايرانية، ولا أحد يعرف السلوك الايراني مثلما تعرفة المملكة، فقد عملت إيران منذ عام1979م على التدخل في الشؤون العربية والاسلامية. ولم تسلم المقدسات الاسلامية من تدخلاتها، وتحريض الميليشيات الحوثية للنيل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة، والمدن السعودية الاخرى، وإستباحة المدن والقرى العربية في العراق وسوريا ولبنان، وتجاوزت كل الحدود والاعراف الدولية بإستباحة البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، فالمملكة تنظر بأن العراق جزء مهم من الامن الخليجي والعربي، وإن الطائفية ليست جزءا من تاريخة الاجتماعي والسياسي، والمملكة تنظر الى تعاون كبير مع العراق اقتصاديا وإستراتيجيا، وهذا ما يخيف ايران من أي تحرك سعودي. فقمة الظهران (قمة القدس) بقيادة ملك الحزم والعزم الملك سلمان -رعاه الله- حققت نقلة نوعية في تطوير التعاون والتضامن العربي، بعد سنوات من الضياع والهوان العربي، وخصوصاً مع تزايد التحديات والاطماع الخارجية، وظلت دائما تعمل لتعزيز المساعي المبذولة لتحقيق التكامل الاقتصادي، وضرورة دعم التضامن العربي، والتركيز والاستثمار في المواطن العربي، ودعم تعليمه وتدريبه، وزيادة الإنفاق على الابحاث العلمية والمعرفية، بدلا من تضييع الاموال في دعم الارهاب والطائفية. والكيان العربي الذي يشكله مجلس الجامعة العربية بات مصدر انتباه، واهتمام العالم، وبعض الدول الطامعة فيه، لذا يجب علينا كعرب الحفاظ على وطننا العربي وعلى مكتسباته التي تحققت بتضامن وتعاون وتلاحم عربي، والرقي بالمواطن العربي، وتلبية متطلباته، وتقديم جميع الخدمات له، وتحقيق رغباته بإيجاد حواضن عربية علمية ومعرفية، وتقنية وصناعة مشتركة تهتم بشباب وشابات الوطن العربي، ولعل الرؤية السعودية2030م كرؤية عربية طموحة تحقق التكامل الاقتصادي العربي. فقمة الظهران (قمة القدس) في دورتها (29) برئاسة الملك سلمان -حفظه الله- وبحضور ملوك وأمراء وقادة الدول العربية أتت في ظروف استثنائية اقليمية ودولية، وزعماء الدول العربية يدركون عظم المخاطر والأزمات، والصراعات الاقليمية التي تواجه المنطقة العربية اليوم، حيث تعترف الدول بالدور الرئيس للمملكة في الدفاع عن الامن القومي العربي، كما إن على الدول العربية دعم نتائج القمة العربية لتحقيق الحد الاعلى من متطلبات هذا الامن في هذه الفترة. والمملكة بفضل من الله وبفضل قيادتنا الرشيدة والحكيمة- بلد له مكانته الدولية والاقليمية، ولو اعتقد بعض الحالمين بأنهم قادرون -لا سمح الله- التأثير على صورتها، وتشويهها عالميا غير إن السحر إنقلب على الساحر، وان القيادة الديناميكة والواعية للملك سلمان، وسمو ولي عهده الامين -حفظهم الله- استطاعت وبمهارة حشد التأييد الدولي لتوجهاتها، ومواقفها العادلة وتعزيز مكانتها بين الدول، مما ساعدها على حشد الموقف العربي المتضامن والجامع لمواجهة التحديات الخارجية، ومعالجة الوهن العربي، وسد الطريق على كل حسود وحقود وطامع.