قال معالي وزيرالخارجية عادل بن أحمد الجبير إن حدود المملكة خط أحمر ولا نقبل على حدودنا من يهدد أمننا القومي من قبل مليشيات حوثية إرهابية تعمل من خلال أجندة إيرانية. وأكد الجبير في رده عن سؤال «الجزيرة» من خلال مؤتمرصحفي عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة في مدينة الرياض بأن الحكومة الشرعية اليمنية أصبحت قوة على الأرض وقادرة على استرجاع الأراضي اليمنية من أيدي هذه المليشيات وأن الحوثيين سياسياً أصبحوا في نظر المجتمع الدولي والشعب اليمني مليشيات إرهابية. وفي بداية المؤتمر رحب الجبير بمعالي الأمين العام للأمم المتحدة: كلمة الجبير قال أود أن أرحب بمعالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد انطونيو غوتريس وهذه ليست زيارته الأولى حيث سبق أن قام بزيارة المملكة لافتتاح المجلس الاستشاري لمركز مكافحة الإرهاب الدولي التابع للأمم المتحدة الذي ساهمت المملكة في تأسيسه وفي دعمه. وقال الجبير إن الأمين العام للأمم المتحدة قد اجتمع مع الملك سلمان - حفظه الله - وولي العهد وكان الاجتماع بناء ومثمراً وإيجابيا حيث تم بحث علاقة المملكة مع الأممالمتحدة باعتبار أن المملكة تعتبر من المؤسسين والداعمين لهذه المنظمة الدولية مشيراً إلى أن المملكة تلعب دوراً مهماً مع الأممالمتحدة في معالجة كثير من القضايا المهمة وتدعم كل الجهود الدولية من خلال المؤسسات التابعة لهذه المنظمة. وأضاف الجبير بأنه تم بحث الأزمة السورية والأفكار لإخراج سوريا من هذه الأزمة خاصة الشعب السوري من خلال جنيف (1) والقرار الدولي لمجلس الأمن رقم 2254، كما بحثنا الأوضاع في اليمن وليبيا والتدخلات الإيرانية في شؤون الدول، وبحثنا ما يعانيه المسلمون في العالم وبشكل عام بحثنا علاقة المملكة مع الأممالمتحدة وكيف نستطيع أن نعزز هذه الثقة ونبرزها. كما تطرق الجبير إلى أنه تم بحث ما قدمته المملكة للشعب الفلسطيني ومنظمة الأونروا والدعم الكبير الذي وجه به الملك سلمان لدعم اللاجئين الفلسطينيين.. موضحاً بأنه كان هناك تطابق في الرؤى في كافة القضايا وكان هناك ردود إيجابية ونحن نحترم الأممالمتحدة وتاريخنا مع هذه المنظمة ناصع.. من خلال التعاون مع هذه المنظمة. كلمة الأمين العام بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام كلمة أثنى فيها على الدور الذي تلعبه المملكة في إنشاء مركز مكافحة الإرهاب ولولا هذا الدعم لهذا المركز لما وجد وأصبح اليوم مؤسسة ذات قيمة كبيرة عالمياً، وهناك ممثلون عالميون وخصوصاً الخمس من دول الأعضاء ومجلس الأمن، ووجودهم في الرياض عنوان لنجاح هذا المركز، كما أن قيام المركز من خلال الكوادر التي تعمل فيه سواء من المملكة أوخارج المملكة يدل على إصرار الدول على مواجهة الإرهاب ومكافحة الفكر المتطرف. المركز يحظى بدعم ومساندة المملكة حيث قدمت الركن الأساسي للمركز، ونحن نثمن عالياً هذه الجهود، ونحن كذلك نقدر للمملكة دورها الحيوي للمنظمات الحيوية حيث قدمت لنا دعما ماديا للشعب اليمني بنصف مليار دولار لخطط المساعدات الإنسانية في اليمن وأيضاًَ الإمارات العربية المتحدةوالكويت وهذه المساعدات سوف تسمح لنا بتقديم مساعدات وللعب أكثر من خلال برامجنا ومشاريعنا في هذا البلد.. ومواجهة الشعب اليمني كما أننا نقدر تبرع المملكة بمبلغ خمسين مليون دولار لمنظمة الأنرواء للاجئين الفلسطينيين خصوصاً بعد قطع الدعم عنها من قبل أمريكا وواجهت عجزاً في تقديم خدماتها الأساسية مثل المدارس والصحة وبفضل هذه التبرعات يمكننا أن ننظر بتفاؤل أكبر إلى سد الفجوات. ونحن نأمل من الدول أن تواكب جهود المملكة لتلبية احتياجات المحتاجين في العالم مؤكداً بأن العمل الذي تقوم به الأنروى هو عمل حيوي جداً.. ولاستقرار المنطقة. كما أود أن أعبر عن سعادتي بما سمعته من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين والمسؤولين عن الحلول السياسية والصراعات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط والأمور السياسية المتأزمة لأنه لا يوجد حل عسكري نهائي لهذه الأمور ونحتاج من المملكة إلى ما سمعته وهذه النقاشات التي سمعتها جيدة ومتفائلون بالحلول السياسية في اليمن وسوريا وليبيا ومن المؤمل أن نعيد نقاشات جنيف (1) والمفاوضات، وأن نربط ذلك بمجلس الأمن 2254 والذي يناقش فيه مستقبل السوريين.. وهناك تعاون سوف نعمل عليه مع المملكة في كثير من الجوانب وتسويات تحقق تطلعات الشعوب. مشيراً إلى أنه تم مناقشة كل المشكلات في المنطقة بشفافية، وكان هناك التزام لحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية ونحتاج إلى حل عاجل لهذه الأزمة لكي يحظى الفلسطينيون بحقهم في الحياة ودولتهم وبحق إسرائيل بوجود دولة لهم في المنطقة لكي يتعايشوا جميعاً بسلام في أمن وسلام. وأوضح بأن التعاون بين المملكة والولاياتالمتحدة قد أسهم كثيراً في حل العديد من القضايا الإقليمية والعالمية التي نواجهها في الأممالمتحدة وهذا التعاون بيننا وبين المملكة ركن أساسي ننطلق منه إلى ما يهم البشرية. الأسئلة الصحفية وعقب ذلك أجاب معالي وزير الخارجية ومعالي الأمين العام عن أسئلة الصحفيين ففي سؤال عن تكوين قوة من الدول العربية لاستبدالها بالقوة الأمريكية في سوريا.. وأمريكا يطلبون مساهمات من دول الخليج خاصة من السعودية وما هو رأي السعوديين في هذه الخطة والمساعدات العسكرية التي قد تفكرون فيها. رد الجبير قائلا: نحن في نقاشات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ بداية هذه السنة وفيما يتعلق بإرسال قوة عربية إلى سوريا قدمنا مقترحاً أيام إدارة أوباما إذا كانت الولاياتالمتحدة سوف ترسل قوتها فإن السعودية سوف تفكر معها بإرسال قوات وبعض الدول الأخرى كجزء من هذا التحايل والفكرة ليست جديدة، وقد قدمنا مقترحاً للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب في السنة الماضية وأجرينا نقاشات مع أمريكا لكن إدارة أوباما لم تتخذ إجراء بخصوص هذا المقترح إذا هذه الأفكار ليست جديدة. وفيما يتعلق بالمساهمات المالية فإن السعودية كانت تحافظ على حصتها من المسؤولية وكانت شريكاً كاملاً مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في تحرير الكويت، كذلك المملكة لعبت دوراً مهما في غيرها من المهام الأخرى مثل حظر الطيران في بعض المناطق في العراق وسوف نواصل مسؤولياتنا وتحالفاتنا مع أمريكا وفيما يتعلق بالقوات التي يجب أن تتواجد في شرق سوريا قيد النقاش وما زلنا نناقشها. هناك توترات حصلت سابقاً بين المملكة والأمانة العامة للأمم المتحدة كيف تجدها حالياً من خلال التفاهمات. أبداً لم يكن هناك توتر هناك آراء وهذا لا يدل على توتر بيننا وبين المملكة حوارات وتفاهمات بناءة ونحن منفتحون مع المملكة في كافة القضاية، والمملكة لها مواقف مشرفة مع الأممالمتحدة بخصوص المساعدات في اليمن ونحن في عمل شامل مع المملكة لنجاح هذه المساعدات وتقديم الإغاثة، ولا زال لدينا رحلة طويلة لا بد أن نعمل معاً للوصول للمحتاجين في اليمن وغيرها من البلدان.. وكان هناك تعاون إيجابي جداً مع المملكة.. ونحن نسجل تحسناً في المملكة. وحول سؤال ل(الجزيرة) عن وجود حل سياسي أو عسكري من خلال المحادثات مع الأممالمتحدة ينهي هذه الحروب. رد معالي الوزير الجبير قائلاً: نحن نتعامل مع مليشيات إرهابية تشكل خطراً على أمن المملكة ونحن نقوم بواجبنا نحن ودول التحالف ومن خلال التفاهم مع الحكومة الشرعية لليمن لإيقاف هذه المليشيات عند حدها وتسليم السلطة للحكومة الشرعية، المملكة ساهمت في خلق انتقال السلطة من الرئيس السابق علي صالح إلى السلطة الحالية الشرعية من خلال الحوار الوطني اليمني من جميع الفئات والمناطق وبحثوا مستقبل اليمن واتفقوا على رؤية واحدة اتجاه بلدهم، وعندما بدأوا يكتبون الدستور تحرك الحوثيون من صعدة واحتلوا صنعاء وعمران وعملوا انقلابا على الحكومة. وهذه المليشيات الإرهابية الإيرانية هي تدار من إيران وحزب الله واستولت على البلد وقواته العسكرية كافة وهذا وضع غير مقبول أبداً أن تأتي مليشيات إرهابية وتحتل وطنا ومقدراته. وتم تشريد الرئيس والحكومة الشرعية وملاحقتهم واستنجدوا بدول التحالف وطلبوا الدعم. وكلنا نقول إن الحل في اليمن هو حل سياسي ومبني على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن 2216 وصار فيه مفاوضات في الكويت أكثر من 100 يوم ووصلوا مع هذه المليشيات إلى فشل كل المبادرات والحلول وعدم الاتفاق، وصارت هناك نقاشات ووافق الحوثيون ولكنهم لم يطبقوا ما تعهدوا به، واللجنة الرباعية في عام 2016 طلعوا بمبادرة ووافقوا عليها وعلى أساس أن الأطراف يرسلون مجموعات إلى الأردن من أجل التدريب على تنفيذ الخطة ويعودون إلى مركزهم في ظهران الجنوب ولم يرسلوا أي مندوب إلى الأردن وأطلقوا صاروخا على المركز في ظهران الجنوب. وقال الجبير إن سبب عدم الوصول لحل هو تعنت وتصلب الموقف الحوثي بسبب توجيهات إيران لهذه المليشيات. وأوضح الجبير بأن الوضع العسكري بالنسبة للحكومة الشرعية قوي جداً والوضع السياسي للحوثي هم معزلون سياسياً وبالذات بعد أن قتلوا الرئيس علي صالح الذي كان حليفاً لم ولكنهم غدروا به وتمت تصفيته، وهذا جعل الرأي العام والمجتمع اليمني لا يثق بهذه المليشيات وأصبحوا كارهين لهم.. الأحزاب السياسية بدأت تتخلى عنهم ونحن نأمل أن يستجيبوا لطلبات المجتمع الدولي ويطبقوا ما تم الاتفاق عليه. وأضاف الجبير بأن الحوثيين أطلقوا أكثر من 116 صاروخا بالستيا على المملكة إيرانية الصنع، والحوثيون يستخدمون الأطفال دروعا بشرية في جبهات القتال وهذا انتهاك صارخ، الحوثيون يزرعون الألغام في الأماكن المدنية.. والحوثيون يمنعون المساعدات الإنسانية من دخولها لليمن وهذا يؤدي إلى المجاعة.. ويأخذون مدخرات الشعب لتموين الحرب لديهم ويستخدمون زوارق انتحارية لإرهاب الملاحة الدولية على باب المندب والبحر الأحمر. وأشار إلى أن كل هذه الأعمال التي تقوم بها المليشيات تعتبر إرهابا ومخالفا للقانون الدولي والحكومة الشرعية موقفها تريد حلاً على أساس المبادرات. وعلق الأمين العام للأمم المتحدة بأن الأطفال الذين جندتهم المليشيات الحوثية في جبهات القتال هو خرق للقوانين الدولية بشكل واضح.. وعلى الحوثيين ترك هؤلاء الأطفال لكي يتمكنوا من بناء مستقبلهم ومهارات جيدة وهذا ما تم مناقشته اليوم مع القيادات في المملكة أن نعمل معاً لمكافحة التطرف والإرهاب وهذه الأعمال التي يقومون بها أعمال إرهابية.. وهذا عنف إرهابي يمارس ضد الأطفال ويجب إعادتهم من جبهات القتال إلى المجتمع ونريد الأطفال أن يعيشوا في بيئة خالية من الصراعات وليس كجنود. وحول سؤال ما الذي سيحدث في سوريا بعد محادثاتكم مع السعودية والمعارضة السورية في السعودية قال الأمين العام للأمم المتحدة لم نجرلقاءات مع المعارضة ومن الضروري إعادة محادثات جنيف ومفاوضات سورية بين ممثل الحكومة والمعارضة والسعودية تلعب دوراً مهماً في لم شمل المعارضة السورية قبل المفاوضات في جنيف ونحن ندعم السعودية في هذا التوجه. ومن الضروري أن نؤكد بأن الحل سياسي وليس عسكريا، ويجيب.. الحل على يد السوريين بدون تدخل أو سيطرة أجنبية.. وهم قادرون على اختيار قادتهم ومستقبلهم. وحول وجود خبراء لمعاينة ما حصل في دوما السورية من أثر الأسلحة الكيماوية. خبراء منظمة الأسلحة الكيماوية سوف يذهبون إلى دوما في أقرب وقت ممكن لكي يعاينوا ما حدث وهناك تحقيق مستقل وعمل خبراء منظمة الاسلحة سيكون معهم القرار النهائي وعلى الحكومة السورية أن توفر لهم الأمن والحماية للوصول إلى هذه الأماكن.