بادئ ذي بدء، أبارك للأخ سامي الجابر ثقة معالي الرئيس العام لهيئة الرياضة بتكليفه وتشريفه برئاسة نادي الهلال، هذا النادي الذي يعد عشق نحو سبعين في المئة من الشعب بدون مبالغة، وأتمنى له التوفيق والنجاح والفلاح إن شاء الله. وفي رأيي، إنها بدون أدنى شك ولا اختلاف مهمة عظيمة، وصعبة؛ فهو سيقود عشق أمة، ومحبوب شعب، وفخر رياضة، وترمومتر سعادة. هذا التكليف والتشريف جعلني أطرح رأيًا متواضعًا، سمته الاجتهاد في التقديم؛ لعلي أُصيب فأنال الأجرَيْن. في البداية أتمنى منه تقنين أحاديثه الإعلامية، ووزنها، والتروي قبل التفوه بأي كلمة؛ فالكل يعلم الصدى السلبي الذي تركته مقابلته عندما كان مدربًا للهلال في قناة روتانا، التي لا ننكر أنها أثرت على مسيرته، وتسببت في علاقة غير مميزة مع أعضاء شرف مؤثرين، وأصحاب قرار وتاريخ في الهلال. الأمر الأهم هو عدم التسرع في القرارات الارتجالية الوقتية التي سمتها البهرجة والاجتهاد، والطريق لتنفيذها المال فقط، والتغيير لمجرد التغيير فقط، ومسح أثر من سبقوك إداريًّا وفنيًّا؛ فعليك أن تكمل المسيرة، وتواصل السير في طريق النجاح الذي سلكه مَن قبلك، وعدم تحميل النادي مزيدًا من الديون التي يسجَّل للرئيس السابق الأمير نواف بن سعد التعايش معها سلميًّا، وامتصاص صدمتها، ومعالجتها باستراتيجية معينة ومميزة، وبهدوء وصمت وحكمة.. صحيح إن أعضاء الشرف لم يقصروا في هذا الجانب، ولكن ثقتهم في عصامية وقدرة أحد الرؤساء الأبرز في تاريخ الهلال جعلتهم يدعمونه، ويقفون بجانبه لدرجة أنه تم تسديد أكثر من سبعين مليونًا في قضايا لدى الفيفا دون أن يشعر أحد، ودون أن يؤثر ذلك على مسيرة الفريق الفنية. نحن لا نخشى على حاضر الهلال أكثر من خشيتنا على مستقبله.. نخشى في الواقع أن يتم تحميل النادي مزيدًا من الديون في قرارات وصفقات قادمة، ليس مضمونًا نجاحها، ويستفيد منها اللاعب والوكلاء أكثر من النادي.. نخشى أن تتسارع الخطوات لمحاولة تحقيق النجاح وسط عاصفة وعاطفة إعلامية، تمتدح وتبجل وتشيد لأي قرار بدون دراسة ومشورة؛ فيعقبها سقوط مدوٍّ، وجرح نازف، يصعب معالجته كما يحدث في الاتحاد والنصر والشباب الآن! نريد فقط التوازن، وإدارة النادي ليس لتنجح في موسم، بل لكي لتبقى -إن شاء الله- سنوات وسنوات، ويستمر الهلال كما هو بطل الأبطال. نريد إن رغبت أيها الأسطورة في توديع النادي بعد فترة طويلة - إن شاء الله - من النجاح أن تودعهم بذكرى جميلة، وأن يتفق جميع الهلاليين على حبك بسبب العمل الناجح، وليس بسبب نجوميتك الطاغية، والكاريزما التي وهبها الله لك، والتي تؤثر -بلا شك- على عاطفة الكثيرين في أي قرار إداري ورأي إعلامي لك أو عليك في مسيرتك الرياضية. نريد أن يستمر الجميع في حبك ودعمك بدون إثارة أو جدل يقسِّم الصفوف بعد أن تتباين الآراء، ويتحول اختلاف وجهات النظر إلى خلاف لا يُمحى أثره، أو يُتخلص من تبعاته وترسباته. أخيرًا.. سامي بعد عودتك من الباب الكبير أنت أمام مهمة مفصلية جسيمة حساسة وتاريخية بالنسبة لك، وأيضًا للهلال.. إما أن تنجح فيها -وهذا ما تطمح إليه الجماهير الهلالية-؛ وبالتالي تواصل وتُتوِّج مسيرتك الأسطورية بالمنجزات الأجمل والأغلى، أو -لا قدر الله- يحدث العكس، وتعصف بتاريخك، وتطمس سيرتك المضيئة المبهجة.. دعواتنا لك وللهلال بالتوفيق.