الأرقام التي تتحدث عن الإنفاق على السياحة الخارجية أرقام مرعبة فقد بلغت في بعض السنوات ما يعادل ال12 في المائة من إجمالي الإنفاق الحكومي، كما بلغت خلال آخر عشر سنوات نحو 7 في المائة من الإنفاق الحكومي، وهي نسبة عالية جداً تتسرّب للخارج. وتقول الأرقام بوجه أكثر تحديداً خلال نفس العام فإن ما أنفق على السياحة الخارجية بلغت قيمته نحو 830.5 مليار ريال، وورد أن إنفاق السعوديين على السياحة الخارجية بلغ نحو أكثر من نصف تريليون ريال (580.7 مليار ريال) خلال عشرة أعوام وتحديداً منذ عام 2007 حتى عام 2016، في حين بلغ إجمالي الإنفاق الحكومي الفعلي منذ عام 2007 حتى 2016 نحو 8.22 تريليون ريال. وكانت أكثر وجهات السعوديين للسياحة الخارجية «دول الخليج العربي» ب11.3 مليون رحلة ثم «دول الشرق الأوسط باستثناء دول الخليج العربية» ب5.2 مليون رحلة، ثم دول «جنوب آسيا» ب2.4 مليون رحلة، و»دول أوروبا» ب975 ألف رحلة في عام 2016، ثم دول «إفريقيا» 635 ألف رحلة، فدول «شرق آسيا والمحيط الهادي» ب606 آلاف رحلة، ودول «أمريكا الشمالية والجنوبية» ب148 ألف رحلة. السعوديون الأعلى إنفاقاً وبحسب المنظمات الدولية فإن السائح السعودي يعد الأعلى إنفاقاً من بين باقي السياح، حيث ينفق حوالي 21.3 مليار دولار سنوياً. وهنالك حوالي 4.5 مليون سعودي يسافرون سنوياً مع عائلاتهم. فيما ينفق السائح السعودي حوالي 6 آلاف دولار في المتوسط في الرحلة الواحدة. وهو بهذا المعدل يتفوّق على الصيني الذي يأتي في المرتبة الثانية، والأميركي الذي يحتل المرتبة الثالثة من بين مواطني العالم الأكثر إنفاقاً على السياحة. وباستطلاع آراء عينة عريضة من السعوديين فإن أكثر من 60 % منهم يفضّلون السياحة الخارجية، فقد قال 61.2 % من العينة إنهم يفضلون السفر للسياحة الخارجية؛ بسبب ارتفاع تكاليف السياحة الداخلية مقارنة بتوافر الخدمات، بينما قال 60.1 % من العينة إنهم يفضّلون السفر للسياحة الخارجية؛ بسبب عدم توافر عروض سياحية داخلية تشجع على السياحة الداخلية، وآخرون قالوا إنه لا يوجد مكان مناسب للسياحة وهؤلاء بلغت نسبتهم 57.8 % ونفس النسبة تقريباً تعلّلت بقلة الخيارات. ويمكن أن يُضاف إلى ما ورد في الاستطلاع انعدام الرحلات الداخلية وارتفاع أسعار التذاكر، تباعد الأمكنة، عدم الاهتمام بالمزارات السياحية وإن رأينا أن الحال تغيّر مؤخراً، عدم التعريف بالأمكنة السياحية والقصور الإعلامي بشكل عام، مع عدم إقامة البرامج الترفيهية الجاذبة. ما الذي تقدّمه السياحة الخارجية للسعوديين؟ لا بد أن هذا هو الوجه الآخر للسؤال، فما ينقص السياحة السعودية الداخلية هو ما تقدمه السياحة الخارجية للسائح السعودي بصورة احترافية تبدأ من التنسيق بداية من خطوط الطيران، والأمن المتوافر في كثير من الدول التي أصبحت مألوفة للسائح السعودي، كما أن سهولة الحصول على التأشيرات تشكل سبباً مهماً من أسباب تدفق السياح إلى الخارج. أما الأسعار فهي من الأسباب التي لا يمكن تجاوزها، ومن المفارقات الغريبة جداً أن السفر إلى الخارج أقل تكلفة في كثير من الأحيان من السياحة الداخلية.