أجمع المتحدثون في ختام الجلسة الثالثة التي أقيمت خلال فعاليات المعرض والمنتدى الدولي للتعليم 2018 م على أهمية تعزيز دور الشراكة المجتمعية وضرورة عقد التحالفات بين القطاعين العام والخاص لتنمية وتحسين الجودة التعليمية المقدمة للأطفال. واستعرض المتحدثون في جلسة «الاستثمار في الطفولة المبكرة» أساليب متنوعة للشراكات بين القطاع العام والخاص نحو تعليم مبكر للأطفال، ومدى انعكاسات هذه الشراكة على تحسين بيئة العمل المقدمة. واستهل مدير الجلسة الرئيس التنفيذي لشركة تطوير المباني م. فهد الحماد الجلسة بتقديم موجز للمتحدثين الرئيسين، تناول فيه سيرهم الذاتية، وملامح أوراق العمل التي سيستعرضونها في الجلسة. من جهته استعرض م. عبدالله الرخيص عدداً من السياسات والفرص والتحديات التي تواجه تطوير سلسلة القيمة المتكاملة للتعليم ما قبل الابتدائي في المملكة، وقال: «إن هذه السلسلة تتكون من (5) عناصر تتعلق بتطوير وتأهيل المعلمات، والمنهجيات والمسارات التعليمية، والمنشآت وبيئة التعلم، وأدوات الاستثمار، والخدمات وسلاسل الإمداد». وأوضح أن فهم واستيعاب فضاء الطفل يمكن أن يسهم وبشكل مباشر في تطوير الأستراتيجية والسياسات، كسياسة تعزيز القيم والمعارف الشخصية، واستقطاب وتطوير المعلمات، والمناهج المعيارية للتعليم المبكر، وإستراتيجية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.. وطالب الرخيص من الجهات المعنية بالطفولة المشاركة في تصميم وتطوير سياسات فضاء الطفل، من خلال إشراك المجتمع وأصحاب المصلحة وقياس الأثر والتطوير. واعتبر م. الرخيص أن عدم ثبات السياسات الحكومية لتطوير الاستثمار في الطفولة، وعدم تكامل وتنسيق تلك السياسات بين القطاعات بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بتأثير التكاليف على الجدوى الاقتصادية من أبرز التحديات التي يواجهها الاستثمار في سلسلة القيم للطفولة المبكرة، وقال: لا تزال الحاجة ماسة لتكامل الأدوار لمقدمي الخدمات لكافة عناصر سلسلة القيمة للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، داعياً في نفس الوقت اعتماد خطة عمل واضحة في هذا المجال لخمس سنوات مقبلة بعد حوكمتها وشفافيتها. وفي ورقة عمل مماثلة تناولت طرق التعلم بالممارسة عبر شراكات مجتمعية مؤثرة استعرض المتحدث د. مايكل يانكو فيتش تجربة مؤسستهم في دينفر بالولايات المتحدةالأمريكية «متاحف الأطفال»، وأشار إلى أن هذه المتاحف تأسست بالشراكة المجتمعية وتشمل بخدماتها الأطفال والبالغين والأسر، حيث تبلغ عائداتها السنوية حسب ما هو مقرر لها 30 % إلا أنها تجاوزتها إلى الضعف رغم أن 94 % منها حول العالم غير ربحي. واستعرض يانكو فيتش نماذج حية ومصورة لتلك المتاحف الخاصة بالأطفال في مبادئ التعليم المبكر والتقنية ووسائل السلامة وإستوديو للفنون البصرية والطاقة واستكشاف الغاز وخدمة النباتيات وصحة الفم والأسنان، مشيراً إلى أهمية اللعب في التعلم والإثارة لحواس ومدارك الأطفال.