الفرق بين القُدرة والاحتياج كبير، فالقُدرة لغة الطاقة، والقوة على الشيء، والتمكن منه، ورجل ذو قدرة تعني رجل ذو يسار وغنى، بينما يرافق الافتقار والضعف مُصطلح الاحتياج في اللغة, بطلب المساعدة دائماً من الميل والحاجة، وهنا أتذكر أنَّه في (مايو 2010م) طالب الأمير سلطان بن سلمان المُجتمع بإلغاء استخدام مُسمَّى (أصحاب الاحتياجات الخاصة), والتوقف عن إطلاقه على المعوقين، داعياً لاستخدام مُسمى (أصحاب القدرات الخاصة)، قائلاً إنَّ أصحاب الاحتياجات الخاصة في الحقيقة هم من يجلسون في بيوتهم الآن، ولا يريدون أن يساهموا في الحياة، وكل يوم لهم عذر, أمَّا هؤلاء فهم أصحاب (قدرات خاصة) نجحوا بها في مُجتمعهم، وهذه حقيقة مع ما يتمتع به المُعاقون في مُجتمعنا من اهتمام ورعاية. بعد نحو (تسع سنوات) أعاد سمو الأمير سلطان بن سلمان الرجل الخبير واللصيق بأصحاب الإعاقة - مُنذ أكثر من ثلاثة عقود - لقب (أصحاب القدرات الخاصة) على المعوقين مرة أخرى، خلال المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل بالرياض، وهو ما يعدُّ تحركاً جديداً لتأكيد أهمية تفاعل المُجتمع ونظرته إلى هذه الفئة الغالية علينا جميعاً، وأثر ذلك على تعزيز (القدوة) في أذهان أصحاب الإعاقة، لأبطالهم الذين استطاعوا تجاوز كل الصعوبات والتحديات الاجتماعية والنفسية والشخصية والأسرية المُعقَّدة، كسفراء للنجاح والإبداع، ليكونوا كما يجب أن يكونوا أشخاصاً فاعلين ومُمَّيزين في مجتمعهم ومُحيطهم، بفضل قدراتهم العظيمة والخاصة، وهممهم العالية في المُثابرة والإنجاز، وما يجب علينا كمُجتمع مُحيط بهم في الرفع من معنوياتهم لتشجيعهم، فضلاً عن إعطائهم حقوقهم المُستحقة التي ينتهكها البعض للأسف - بين الجهل وعدم المُبالاة -. مُفردة (إعاقة) تغضب البعض عند تداولها واستخدامها، اعتقاداً بأنَّها تحمل معنى فيه استنقاص من قدرة ومكانة شخص ما، فتجدهم يحاولون الهروب منها وعدم تفضيلها، بينما التعريفات العالمية والطبية لا ترى ضيراً أو ألماً فيها كونَّها (وصف للحالة) لا غير، مُجتمعات غربية (كبريطانيا)، وحتى أمريكا مازالوا يربطون هذا المُصطلح بمفهوم قاس (العجز)، وتعرفها به لناحية الدعم المادي ونحوه من أشكال المعونة المُجتمعية، خليجياً هناك دول استبدلت التعريف بأصحاب (الهمم) لتمكينهم ودمجهم، وعربياً تُطلِق بعض الدول مُسمَّى (ذوي الإصلاح) لجهة تمتعهم بأدوار في الحياة، مُسميات المعوقين تختلف من مُجتمع إلى آخر, ومع أهمية اختيار المُسمَّيات المُحفِّزة والإيجابية التي تحمل أملاً في حياة أفضل، فإنِّ الفيصل في ذلك هو منح الحقوق لهذه الفئة في كل المُجتمعات الإنسانية ,على طريقة (أعطني حقي وسمِّني ما شئت). وعلى دروب الخير نلتقي.