الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبة أجمعين أما بعد:- فإن موت العلماء وأهل الفضل له تأثيره في النفوس وذلك لكثرة نفعهم وفائدتهم للأمة. وعزاء الجميع أن الموت حق وأن الآجال بيد الله عز وجل يقول الله عز وجل {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} (34) سورة الأعراف، ويقول الله عز وجل {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} سورة الرحمن (26-27)، والعلماء وأهل الخير إذا ماتوا أحيا الله ذكرهم بما زرعوه في نفوس تلاميذهم، ومن كانوا يحضرون مجالسهم من أطايب الأقوال ودرر المأثور من كتاب الله، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ومعالي الشيخ/منصور رحمه الله مجلسه عامر بتدريس العلوم الشرعية، وله تلاميذ كانوا يأخذون عنه العلم، ويدرسون عليه، ومما يُعرف به معالي الشيخ منصور رحمه الله، أنه كان محباً للخير، وصاحب خلق كريم، وله خصال حميدة نعرفها عنه فهو من العلماء الذين يتفقدون محبيهم من أهل العلم وأهل الفضل، وقل أن نجد أحداً من معارفه وأقاربه وأخوانه ومن كان له بهم صلة إلا وتجده حاضراً عند كل أمر يحدث له، تجده معزياً لأقارب من يكتب الله الوفاة لأقاربه، وتجده مباركاً لمن يحصل له شفاء من مرض داعياً الله له بالسلامة والعافية، ومواسياً لمن تحصل له مصيبة، وبالجملة فهو يسير بآداب السلف الصالح مقتدياً بهدي النبي صل الله عليه وسلم في أموره، وهذا دأب الصالحين الذين يحبون الناس ويحبهم الناس، وبوفاة معالي الشيخ نفقد ويفقد كل محب له ذلك الخلق الكريم من البشاشة والتكريم وهي أخلاق أهل العلم المقتفين بآثار، وسمت، وخلق، من سبقهم من العلماء وأهل الفضل، وهكذا تكون القدوة الحسنة وصدق الله إذ يقول {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } (21) سورة الأحزاب. فأحسن الله عزاءنا بمعالي الشيخ منصور المالك وأسكنه فسيح جناته، وأحسن عزاء أبنائه، وبناته، وزوجته، واخوانه، وأخواته، وكل محب فقده، وإنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله على قضائه وقدره، وخلفه في أهله خير، وأصلح عقبه، وجعلهم ذرية صالحة، يُحيون ذكره بالخير، وزرع المآثر التي تحي ذكر والدهم. ولعلني أشير قبل ختام هذه الكلمة إلى الأعمال التي كان يقوم بها معالي الشيخ منصور المالك رحمه الله والجهود التي كان يبذلها أثناء مزاولته لهذه الأعمال، لقد قام معالي الشيخ منصور بأعمالاً جليلة في ديوان المظالم من عضو بارز في ديوان المظالم، إلى نائب لرئيس ديون المظالم، وبعد ذلك القيام بأعمال رئيس ديوان المظالم بالنيابة، وكان خلال عمله يتصف بالحكمة، والصدق، والإخلاص في عمله، رحم الله معالي الشيخ منصور ورفع منزلته في عليين، وجعل قبره عليه روضة من رياض الجنة، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. ** ** د.علي بن مرشد المرشد - الرئيس العام لتعليم البنات سابقاً