المشكلات التي يعاني منها العديد من الأزواج في العالم هي محط اهتمام علماء الاجتماع والأطباء النفسيين وكذلك خبراء السلوك الاجتماعي فكثيراً ما تشكو بعض الزوجات من كثرة المشاحنات بين الزوج وزوجها والعكس صحيح. ومثل هذه الشكاوى ليست جديدة ووليدة العصر وما فيه من تحديات تواجه الأسرة؛ من التزمات مالية وقروض بنكية وفواتير تتنامى يوماً بعد يوم.. ومع التقدم الحضاري الذي زحف على العالم وأتاح هذا التقدم لخروج المرأة للعمل وعودتها متعبة لمنزلها لتواجه في نفس الوقت متاعب خدمة أسرتها وأبنائها، خصوصاً أن ملايين من الزوجات العاملات في العالم ليس لديهن عاملات منزليات.. اللهم إلا الميسورات والقادرات على توظيفهن. لذلك أصبحت المشاكل الأسرية والتي امتصت جانباً كبيراً من «السعادة الزوجية» نتيجة طبيعية وحتمية لما يحدث بين الأزواج. فانشغال الزوج بعمله وكذلك الزوجة، وبروز المشاحنات والانفعالات نتيجة لذلك وغير ذلك وربما لأسباب تافهة ولا تستحق أن تثير هذه المشاحنة أو ذلك الانفعال. ويشير خبراء علم النفس أمثال الدكتور «كونارد بائتل» إلى أن تماسك الأسرة والسعادة الزوجية يتوقفان على مدى إشباعهما لحاجاتهما النفسية ومقدار تنازلها وتعاونهما إلى أبعد مدى وصولاً إلى أن تسير بهما عربة الزواج وما فيها من أبناء في الطريق الصحيح الذي يقود إلى «السعادة الزوجية» الدائمة.. وهذا ما يؤكده ما نراه من استمرارية الحياة الزوجية بين ملايين الأسر في العالم. فأنت تجد أزواجاً وزوجات بلغوا من العمر عتياً بل إن بعضهم تجاوز القرن من الزمن ومازالت حياتهم مستمرة وبعيدة عن المشاكل والمشاحنات. وذلك كونهم استطاعوا التكيّف مع واقع الحياة من خلال الاهتمام بتماسك الأسرة، وبذلك نمت روح المحبة والإيثار وتضاعف الألفة والمحبة بينهم.. بل باتت الرحمة والتقدير بين هؤلاء الأزواج والزوجات الكبار هي الظاهرة المحببة التي تلفت إليهم الأنظار.. وهكذا تتولد «السعادة الزوجية» في مختلف المجتمعات؛ ومن بينها مجتمعنا السعودي الذي -والحق يقال- تبرز فيه هذه الظاهرة الإيجابية والعظيمة. وجميعنا يعرف الكثر من المواطنين والمواطنات الذين ينعمون بحياة مستقرة تسودها المحبة وحسن العشرة.. وعلى الأخص لدي الكبار في السن. ولا تجد المشاكل والخلافات والمشاحنات وحتى المنازعات إلا في مجتمع الأزواج الشباب.. وهنا ورغم ما خسره الزوجان وأسرهما من تكاليف مالية كبيرة وكثيرة في حفلات الزواج فإن نسبة منهم يعيشون في مشاكل.. بل بعضهم راح يطلب الطلاق. ورغم أن الطلاق هو نتيجة لعدم استطاعة الزوجين احتمال الآخر أو التكيف والتعايش مع ظروف ومتطلبات الحياة الزوجية والأسرية.. فالمصير الانفصال. وتكبر المشكلة عندما يؤثر ذلك على الأبناء.. ويلقي بظلاله على مستقبلهما وأطفالهما.. ويعزو العديد من الاستشاريين في مجال الحياة الزوجية أن المسؤولية تقع على الزوجين. فكلاهما مطالب بأن يسعى إلى المزيد من التفاهم وإشباع الحاجة النفسية لكليهما مع الأخذ بأهمية المشاركة في الأعمال المنزلية في حالة عدم القدرة على الاستعانة بعاملة منزلية تساعد الزوجة إذا كانت موظفه على بعض من أعمال البيت. وكلما كانت الزوجة تخصص وقتاً طيبا لأفراد أسرتها بدءاً بزوجها وتمنحهم المزيد من الحنان والحب وتعمل بجد في أداء عملها في البيت سوف تحافظ على عرشها فيه، بل سوف تجد أنها استطاعت امتلاك قلوب جميع من في مملكتها الصغيرة.. ابحثي دائماً عما يسعد زوجك وأولادك. فهناك أشياء بسيطةلها تأثير وفعل كبير في نشر السعادة في هذه المملكة.