شارك صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، في المنتدى الدولي الثاني لاستكشاف الفضاء ISEF2 الذي عقد على المستوى الوزاري في العاصمة اليابانية طوكيو في الثالث من مارس 2018, بحضور ممثلي 45 دولة ومنظمة عالمية بما في ذلك الولاياتالمتحدة وروسيا وأوروبا. وناقش المنتدى تعزيز استكشاف الفضاء والاتجاهات المستقبلية من خلال التعاون الدولي في مجال استكشاف الفضاء، وأكد البيان المشترك للمنتدى ضرورة الاستثمار الوطني وأهمية التعاون الدولي، باعتبار أن استكشاف الفضاء الخارجي تحدياً مهماً لتوسيع مجالات النشاط البشري. وشارك سمو رئيس المدينة في حلقة النقاش الأولى وألقى كلمة جاء فيها: «بذلت المملكة جهودًا كبيرة لتوطين علوم وتقنيات الفضاء، باعتبار الفضاء أحد العلوم الاستراتيجية الرائدة للتقنية والابتكار، وكانت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ولا تزال تدير برنامج الفضاء الوطني في المملكة منذ الثمانينيات, وقد وضعت المملكة برنامجاً مستداماً للتقنية الفضائية وتطبيقات الأقمار الصناعية من خلال تأهيل وتدريب العلماء والمهندسين السعوديين ونقل التقنية وإنشاء البنية التحتية اللازمة لدعم صناعة الفضاء في المملكة, ويركز البرنامج على أربعة مجالات رئيسية هي: رصد الأرض، والاتصالات، وعلوم الفضاء، واستكشاف الكواكب. وأضاف: لدعم هذه المجالات، أطلقت المملكة بنجاح ثلاثة عشر قمراً منذ عام 2000، ولديها ثلاثة أقمار أخرى ستطلق هذا العام مجال رصد الأرض: أنشأت المملكة أول محطة أرضية في المنطقة لتلقي صور الأقمار الصناعية التجارية، وقد تم تشغيلها من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وشهدت المحطة تطوراً كبيراً حيث تعتبر الأكثر تقدماً في المنطقة، وتتلقى المحطة صورًا من أكثر من 8 أقمار تجارية مثل ورلدفيو الأمريكية وبليادس الفرنسية مع دقة تصل إلى 31سم. وتابع يقول: من حيث التنمية المحلية لتقنية أقمار الاستشعار عن بُعد، أطلقت المملكة أول قمر سعودي للاستشعار عن بعد في عام 2007 بدقة قدرها 2.5م, وحالياً، تقوم الكوادر السعودية ببناء الأقمار الصناعية بدقة أعلى بكثير، حيث سيطلق هذا العام قمرين صناعيين من نوع الكهروضوئي ومن ثم سيتبعهما أقمار أخرى في الأعوام القادمة لتلبية الاحتياجات المحلية، كما أن العمل جاري على توسيع أسطولنا من أقمار الاستشعار عن بُعد من خلال بناء كوكبة من الأقمار الصناعية الكهروضوئية والرادارية يمكنها أن توفر خدمات التصوير للأسواق المحلية والعالمية. ومضى سموه قائلاً: في مجال الاتصالات قامت المملكة في البداية بتصنيع وإطلاق أقمار الاتصالات الصغيرة في المدار الأرضي المنخفض لنقل البيانات، وبالنسبة لأقمار الاتصالات في المدارات الثابتة من المقرر إطلاق أول قمر صناعي سعودي لاتصالات النطاق العريض SGS-1 بنهاية عام 2018، ويجري بناء هذا القمر بواسطة شركة لوكهيد مارتن، ويتضمن المشروع تدريباً متقدماً لمهندسي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على بناء الأقمار وعمل الاختبارات, وفي مجال علوم الفضاء: هناك تعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، حيث تم إجراء تجربة علمية على متن القمر سعودي سات-4 في عام 2014, وقد تم تطوير التجربة بالاشتراك مع ناسا وجامعة ستانفورد وتم نشر نتائج ذات قيمة علمية عالية مفيدة للمجتمع العلمي، وتعتمد مهمتنا للتجارب العلمية الفضائية في المستقبل على مفهوم استخدام الأقمار الصناعية صغيرة الحجم في بعثات الفضاء العلمية التي توفر منصة أقمار صناعية مرنة للاستفادة من التقدم الأخير في هذه التقنية، ويسمى هذا المفهوم نظم الأقمار الصناعية الصغيرة الموزع Miniaturize Distributed Satellite Systems، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج علمية كبيرة وبتكلفة منخفضة مقارنة بالبعثات التي تكلف الكثير في السابق. وأضاف: أما مجال استكشاف الكواكب فتشارك المملكة في بعثات الاستكشاف التي تدرس طبيعة الأجسام القريبة من الأرض والكواكب مثل القمر والمريخ، كما نشارك في دراسة الجانب المظلم من القمر بالتعاون مع إدارة الفضاء الوطنية الصينية في مهمة تشانغ إي 4 التي ستحمل الحمولة السعودية لالتقاط صور متعددة لسطح القمر. وبالمثل، فنحن نعمل على رحلات لدراسة تضاريس المريخ، وعليه فقد أنشأنا تعاوناً وشراكة متبادلة في مجال استكشاف الفضاء مع العديد من البلدان التي تشاطرنا الرغبة في مزيد من الاستكشاف والتقدم في الفضاء. (على سبيل المثال، مع أمريكا والصين وروسيا وفرنسا وغيرها). واستطرد سموه قائلاً: شكلت رحلة أول رائد فضاء عربي ومسلم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان للفضاء عام 1985م، مصدر إلهام للشباب السعودي باتجاه الطموح والمغامرة والنجاح، تلك الرحلة التي دفعت ببرنامج المملكة العربية السعودية للفضاء من خلال مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إلى الأمام ووضعت المملكة على طريق التقدم في علوم وتقنيات الفضاء, وفي هذا المضمار، سنواصل استكشاف الفضاء بالمزيد من الأقمار الصناعية والبعثات الفضائية الأخرى بما في ذلك البعثة المأهولة في المستقبل من أجل فهم أفضل للكون لصالح البشرية جمعاء، تحقيقاً لرؤية المملكة 2030».