خطوات التغيير الإيجابية التي يعيشها ويخطوها مجتمعنا، نأمل أن تؤثّر على ثقافة وسلوك الفرح والسعادة داخل البيوت وفي مُختلف مناسباتنا، أخشى أنَّ نشر ثقافة الفرح والسعادة الاجتماعية يبدو أمراً صعباً، فقد تشرَّب بعضنا على مدى عقود طويلة ثقافة إخفاء مشاعر ومظاهر السعادة عن عيون الآخرين خوفاً من الحسد، ومراعاة لشعور تلك الوجوه البائسة التي لا تعرف للفرح طريقاً، عندما ربطنا بين التعبير عن الفرح والسعادة، بقرب حلول المصائب ووقوع المشاكل، حاول أن تضحك وترَّقب ردود فعل وتعليقات مَن حولك حتى وهم في نشوة الضحك مثلك، ستكون تعليقاتهم على طريقة (الله يكفينا شر هذا الضحك) و(ربنا يستر) ضحكنا اليوم كثير (الله يعديها على خير) . نحن بحاجة لنشر السعادة وإظهارها أكثر، كحق أصيل للجميع الغني والفقير، للصغير والكبير، للرجل والمرأة، يجب تقبل مظاهرها وأشكالها على غيرنا دون توجس أو حذر أو استغراب، في الغرب قد يُشارك المارة شخصاً سعيداً يحتفل في الشارع بطريقتهم الخاصة دون أن يعرفوه أو حتى سؤاله عن سبب سعادته, البعض لدينا قد يعتبرك مجنوناً أو مريضاً نفسياً تحتاج لمراجعة الطبيب، وقد يرفع أحدهم يديه للسماء ليدعو لك بالشفاء والعودة لرشدك (لو ابتسمت في وجهه) وأنت تسير في الشارع دون سابق معرفة بينكما. مشاكل الحياة اليوم وصعوباتها، وضغوطاتها وتعقيداتها، باتت عنواناً يُقرأ على مُحيا وجوه الكثيرين منَّا، فمن تعابير الوجه وتقاسيمه وغياب التفاؤل والأمل، تدرك حجم ما يعيشه هؤلاء من مآس وقيود مُصنطعة فرضوها على أنفسهم وعلى حياتهم - يجب التخلص منها فوراً للعودة للحياة الطبيعية - كن سعيداً وأنت تبحث عن السعادة، هذه أفضل القواعد الحياتية الغائبة، التي تذكّرنا أنَّ السعادة ليست محطة وصول نهائية، بل شعور يعيشه الإنسان ويستمتع به حتى قبل أن يدركه، لو سألت أكثر الناس سعادةً وانبساطاً من حولك، وأغزرهم ضحكاً وانشراحاً، ربما صدمتك المشاكل والهموم والتحديات المُحيطة به وحجمها، ولكنَّه اختار طريق الفرح والتصالح مع النفس ومع الآخرين، ونجح في تجاوز تلك الصعوبات والتعامل معها، لأنَّه أدرك طريق السعادة وفق القاعدة الثانية المهمة التي تقول (السعادة غير مرتبطة بالخلو من المشاكل والهموم)، بل بكيفية التعامل معها. وعلى دروب الخير نلتقي.