فرّط الهلال في فوز كان في متناول أقدام لاعبيه في مواجهة دربي العاصمة «الرياض» أمام النصر ليتقلص الفارق بينه ومنافسه الأهلي على لقب الدوري إلى نقطتين فقط. تجرأ النصر على الهلال في الشوط الأول لانضباطية لاعبيه خاصة في منطقة الوسط وتركيز لاعبيه الشديد وحالة الضياع التي كان عليها دفاع «الزعيم»، وسجل لاعبه الكونغولي جونيور كابنانغا من أول مشاركة رسمية مستثمرًا سوء التغطية الدفاعية وردة الفعل للحارس الدولي عبدالله المعيوف، وعزز المغربي محمد فوزير وضع «العالمي» بهدف عبّر عن مهارة وثقة مستغلاً خطأ المدافعين محمد جحفلي وياسر الشهراني. انتفض الهلال في الشوط الثاني، واستعاد هيبته وحاصر النصر في ملعبه تماماً، وتابع الحضور والمشاهدون خلف التلفزة مباراة من جانب واتجاه واحد، وأحدثت مشاركة محمد كنو بديلاً للمصاب سلمان الفرج «سيغيب لاصابته عن مباراة العين الثلاثاء المقبل في دوري آسيا» نقلة نوعية في الأداء الهلالي بانت آثارها في هذا الشوط وساعد تألق المحترف المغربي أشرف بنشرقي الهلال في بسط نفوذه التام على مجريات اللقاء. ودخل بنشرقي قلوب الهلاليين تحقيقاً لمقولة «الحب من أول ديربي»، كما فعل سابقيه الروماني ميريل رادوي 2009 والبرازيلي كارلوس ادواردو في صيف 2015 من خلال هز شباك النصر منذ المشاركة الرسمية الأولى، ولم يكتفِ بهدفه المثير للاعجاب والذي كشف عن مهارته الرفيعة ولياقته العالية بل زاد على ذلك بتفوقه في التمرير (36 تمريرة سجلت نسبة نجاح 80 %) وصناعته لأربعة فرص ومثلها من المراوغات الناجحة، وكان المكسب الكبير للفريق الأزرق في مواجهة الدربي. بنشرقي ودور البطولة ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن المغربي أشرف بنشرقي «تقمص دور البطولة في فريق الهلال، بعدما أحرز هدف التعادل القاتل في الدقيقة 88، ليحقق انطلاقة متميزة في بداية مشواره مع الفريق، الذي انضم لصفوفه قادماً من فريق الوداد البيضاوي المغربي». بنشرقي الذي أشاد بالأجواء الهلالية لم يكن مع كنو لوحدهما الأبرز بل قاسمهما أحمد شرف بدقة تمريراته ومراوغاته وصناعته لفرصة واحدة واكتسابه لثلاثة أخطاء على الرغم من مشاركته القصيرة في الشوط الثاني. وجاءت ردود الأفعال متباينة في الجانبين، فالمدرب الأرجنتيني رامون دياز أشاد بالروح القتالية للاعبيه وبراعتهم في العودة مرتين في مناسبتين بعد تأخرهم، واعترف بتفوق النصر في الشوط الأول، وقال: إن فريقه كان أقرب للفوز في الشوط الثاني عطفاً على الضغط الهجومي والفرص المهدرة. ويواصل دياز تحقيقه للأرقام المميزة مع الهلال في الدوري (40 مباراة، 28 فوز، 10 تعادلات وخسارتين فقط، 84 هدفاً وتلقت شباك فريقه 31 هدفاً). من جانبه، اعترف المدرب الكرواتي كرونسلاف يورشيتش بضعف عامل اللياقة البدنية للاعبيه في الشوط الثاني لكن لم يبرر تراجع فريقه وانكماشه في ملعبه وضعف حلوله في مواجهة السطوة الهلالية المطلقة على مساحات اللعب حتى اللحظات الأخيرة من الشوط الثاني. لياقة تنصف الإدارة وكتب الإعلامي السابق محمد الدويش متعجباً في مدونة «تويتر»: «من فرصتين وثلاث ركنيات سجل النصر هدفين، ومن 13 ركنية وأكثر من عشر فرص اكتفى الهلال بهدفين فقط، سوء تنفيذ الكرات الثابتة وافتقاد التسديد حرم الزعيم من ترجمة تفوقه الميداني». وانتقد الجمهور الهلالي سوء استثمار لاعبي فريقه للكرات الثابتة خاصة الركلات الركنية. في المقابل، كتب الإعلامي مسلي آل معمر عبر حسابه في «تويتر»: «تفوق لياقي واضح للهلال، الحارس نصف الفريق، ومدرب اللياقة نصف الجهاز الفني»، في تطابق مع اعتراف مدرب النصر بضعف العامل اللياقي، ولا شك أن التحول الإيجابي في معدلات اللياقة البدنية للاعبي الهلال يُحسب لإدارة النادي التي أعلنت نهاية عام 2017 تعاقدها مع الأرجنتيني كارلوس بيدرو ألبرتو مدرباً للياقة، والذي سبق له العمل مع دياز، بديلاً لمواطنه مدرب اللياقة السابق اجوستين لابوردا. «كاساي» يكرر أخطاءه وعلى طريقة الحكم السابق عمر المهنا، أدار الحكم الدولي فيكتور كاساي المباراة وتغاضى عن احتساب ركلتي جزاء واضحتين للهلال في الدقيقتين (32, 91) وطرد المحترف التونسي فرجاني ساسي من النصر في الدقيقة 41 بعد دخوله المتهور على المدافع الهلالي الشهراني «سيغيب عن مواجهة الشباب الدورية المقبلة بسبب تراكم البطاقات»، وكان لديه بطاقة صفراء. وكرر كاساي أخطاءه المثيرة للجدل كما حدث في دربي جدة الذي انتهى سلبياً، عندما لم يحتسب ثلاثة «جزائيات» واضحة للاتحاد وواحدة للأهلي على الأقل بشهادة خبراء التحكيم المحلي، وبذلك يكون قد أثر على مجرى ونتيجة المباراة وحرم الهلال من توسيع الفارق النقطي مع أقرب منافسيه ليستفيد الأهلي في تقليص الفارق إلى نقطتين بعد فوزه الصعب على الفيصلي. وجاءت إنذاراته متباينة للاعبي الفريقين، لكنه نجح في السيطرة على المباراة بصرامة واضحة، وفي تعاونه مع مساعديه، وحضوره اللياقي. وشهدت مواجهة دربي الرياض حضور العائلات بعد قرار السماح بحضورهم لأول مرة في تاريخ مواجهات الدربي وسط تنظيم جيد، وقد امتلأت المدرجات بحضور جماهيري غفير، في حين سجلت المواجهة الحضور المخجل لقصات «القزع» على رؤوس اللاعبين المحليين والأجانب في مشهد انتقده معظم المتابعين.