تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - تنطلق الدورة الثانية والثلاثون من المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 32)، بحضور عربي وعالمي، حيث يشهد مساء اليوم، انطلاق سباق الهجن، فيما تبدأ فعاليات المهرجان بالحفل الخطابي ب«صالة العروض» بالجنادرية في الرياض، وعرض (أوبريت) المهرجان لهذه الدورة الذي يعد من أشعار ورؤية صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن، حيث تقوم فكرة النصوص على تقديم إضاءات وومضات من تاريخ الدولة السعودية الأولى، والثانية، والثالثة، في قالب مسرحي يجمع بين الدراما والغناء، باستخدام شاشات عرض بأحدث التقنيات المتقدمة في الإخراج المسرحي؛ حيث تحل جمهورية الهند الصديقة (ضيف الشرف للمهرجان في هذه الدورة، وذلك امتداد لما تعكسه هذه الاستضافة من عمق العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الهند، ما يجسد البعد العربي والإقليمي والعالمي الذي نهض به مهرجان الجنادرية منذ أكثر من ثلاثة عقود، ما جسد عبر هذا البعد الامتداد الحضاري والثقافي للمهرجان على مختلف شعوب العالم من الدول الشقيقة والصديقة، التي تلتقي على أرض الجنادرية بفكرها وثقافتها وتراثها وفنونها الحضارية، في تداخل ثقافي مع ما تزخر به المملكة من أصالة الفكر، وعمق الرسالة الثقافية والحضارية، في واحدة من أبهى الصور التي جاءت امتدادا للدعم والرعاية من لدن قيادتنا الرشيدة، لتكون المملكة رائدة بقيادتها لأصالة الثقافة العربية، وعمق الامتداد التاريخي، والإسلامي، عبر رؤية حضارية معاصرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - لتصبح المهرجانات الوطنية الثقافية والفكرية والتراثية، إحدى أبرز مسارات نقل الصورة المشرقة والمكانة الريادية للمملكة إلى مختلف أنحاء العالم عبر حراك منفتح على العالم لتقديم البعدين الحضاري والثقافي للمملكة، امتداد لمرحلة تحولية معاصرة (2030) التي ستكون مداد ملهما ومتجددا لمختلف المهرجانات الوطنية داخل المملكة وخارجها. كما دأب المهرجان الوطني للتراث والثقافة ضمن عمق أصالته في الاهتمام بالمكون التراث والحضاري والثقافي للمملكة، على الاحتفاء به من خلال تقديمه في محفل وطني وعربي وعالمي، ما يزيد من قيمة الحضور وقامة الاحتفاء، وذلك امتداد لما توليه قيادتنا الحكيمة منذ عهد الملك المؤسس - طيب الله ثراه - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله بنصره وتوفيقه - حيث يحضر الإنسان والمكان جنبا إلى جنب في أحد أبرز مهرجاناتنا الوطنية، ما يجعل من هذا الحضور في حضرة الجنادرية حضورا مختلفا، لما اختطه المهرجان من أهداف تسعى إلى المحافظة على إرثنا الأصيل، واستنطاق تاريخنا العريق، واستنهاض واقعنا الحضاري، عبر رؤية المستقبل وريادة الوطن، والنهوض بالمواطن، واستثمار مقومات المكان، وقدرات الإنسان، في تعزيز قيمه الأصيلة إرثا وفكرا وثقافة وتراثا، وتعزيزها في نفوس الأجيال جيلا بعد جيل، ما يجعل من (قصة التكريم) في الجنادرية أم القصص، وأبهى حبكاتها الوطنية في حضرة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وفي حضرة الوطن والمواطن، في حضور يحفه الحضور الخليجي والعربي والإقليمي والعالمي، إذ يكرّم المهرجان في هذه الدورة ثلاث شخصيات قدمت الكثير من الإسهامات، من مواقعها الريادية في ذاكرة الوطن، حيث سيشهد المهرجان في هذه الدورة تكريم كل من، صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، والأستاذ تركي بن عبدالله السديري - رحمهما الله - والزميلة الكاتبة في صحيفة (الجزيرة) الدكتورة خيرية بنت إبراهيم بن محمد السقاف، وذلك ضمن احتفاء المهرجان بالثقافة والمثقفين والعلم والعلماء في مختلف مسارات المعرفة وفنونها، إلى جانب ما سيشهده المهرجان في جانب برنامجه (الثقافي) من حراك ثقافي وفكري عربي، يناقش أبرز مستجدات المشهد العربي، بما في ذلك ثلاث ندوات عن (الشخصيات المكرمة) في هذه الدورة، وندوة عن (التحول الوطني والتنمية الثقافية والاجتماعية)، وندوة عن (مكافحة التطرف ومواجهة الإرهاب في العالم)، وأخرى عن (مصادر التشريع وأثره في توحيد الأمة)، وندوة عن ضيف شرف المهرجان بعنوان، «العلاقات السعودية والهندية، التاريخ والواقع والمستقبل»، حيث حظيت هذه الدورة في كافة تفاصيلها بمتابعة حثيثة من وزير الحرس الوطني صاحب السمو الأمير خالد بن عبد العزيز بن عياف، حرصا منه على امتداد النجاحات المتنامية للمهرجان اتي تجسد تراكما من النجاح لأكثر من ثلاثة عقود.