تلبية لدعوة رسمية، توجه وفد عالي المستوى من صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، برئاسة المدير العام، السيد سليمان جاسر الحربش، في زيارة رسمية إلى العاصمة البنغالية، دكا، تعتبر الأولى من نوعها. وقد التقى السيد الحربش خلال زيارته برئيسة الوزراء، الشيخة حسينة ، ووقع على اتفاقيتي قرضين لدعم قطاع النقل على هامش مشاركته في منتدى التنمية في بنجلاديش، الذي عقد على مدى يومين بعنوان ‹شركاء من أجل التنمية بحضور الشيخة حسينة،› حيث تم استعراض قضايا التنمية والإصلاح في بنجلاديش، وتقديم قراءة موضوعية لأبرز التحديات الإنمائية التي تواجهها البلاد لمراجعة الخطة الخمسية السابعة الجارية، والمضي قدما نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة جنباً إلى جنب مع شركاء التنمية. وفي كلمته للمنتدى قال السيد الحربش إن أوفيد يحظى بشراكة مثمرة مع بنجلاديش تعود إلى تاريخ إنشاء المؤسسة في عام 1976، قدم خلالها العديد من القروض الميسرة للقطاع العام والخاص كما حظيت بنجلادش بالعديد من المنح الإقليمية والوطنية، التي بلغ مجموعها ما يزيد على 51 مليون دولار أمريكي. وفي أعقاب كلمته، وقع السيد الحربش أمام حشد المشاركين في المنتدى اتفاقيتي قرضين جديدين مع وزير المالية، أبو المعال عبد المغيث، بقيمة إجمالية قدرها 60 مليون دولار أمريكي لدعم قطاع النقل، يستهدف القرض الأول منهما تشيد جسر يمر عبر نهر بايرا لدمج المناطق الريفية في جنوب غرب بنجلاديش بالعاصمة دكا؛ بينما يستهدف الآخر تمويل المرحلة الثانية من مشروع طريق سريع من أربع حارات لتعزيز أنشطة التجارة المحلية والإقليمية لجنوب آسيا. وفي كلمته، أعرب وزير المالية، السيد عبد المغيث، عن شكره وامتنان بلاده حكومة وشعباً لدعم أوفيد الثابت، وقال «لقد تقدمنا من وضعنا كبلد من أقل البلدان نمواً إلى الشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل في عام 2015 وفقاً لتصنيفات أطلس للبنك الدولي حسب مستوى الدخل، ونأمل أن نصبح بلداً متوسط الدخل بحلول عام 2024 بمساعدة الجهات المانحة الرائدة مثل أوفيد.» وتوجت الزيارة باستقبال رئيسة الوزراء حسينة السيد الحربش والوفد المرافق في مكتبها بحضور عدد من الوزراء وكبار مسؤولي الدولة حيث تم استعراض ومراجعة مشروعات أوفيد قيد التنفيذ وبحث آفاق وسبل تعزيز المزيد من التعاون المستقبلي وفقاً للأولويات الإنمائية المستجدة في بنجلاديش واستراتيجيات الحكومة في مواجهة التحديات الحالية لبلوغ أهداف التنمية المستدامة. وقد تناولت الشيخة حسينة في كلمتها جملة من الإنجازات الاقتصادية رغم التحديات الإنمائية التي واجهت البلاد خلال العقد الماضي، خاصة أزمة تدفق مئات الآلاف من اللاجئين من مسلمي الروهينجا المضطهدين والفارين من ميانمار إلى بنجلاديش. وأسهبت السيدة حسينة بما تعانيه بلادها من هذه المشكلة التي أثرت سلبا على القطاع الزراعي وسببت مشكلة بيئية للبلاد جراء توطين اللاجئين في مناطق مخصصة للزراعة. وثمنت السيدة حسينة جهود أوفيد المبذولة، لا سيما المنحة الأخيرة البالغ قدرها 400 ألف دولار أمريكي لدعم مساعي حكومة بنجلاديش في احتواء الأزمة وتوفير المساعدات الإنسانية للأعداد المتزايدة من المحتاجين إلى المأوى والطعام والرعاية الصحية. من جانبه أشاد السيد الحربش خلال لقائه بالشيخة حسينة بالشراكة المثمرة القائمة مع بنجلاديش على مدى أكثر من أربعة عقود، مؤكداً على أن تعهدات أوفيد تأتي في مجملها في إطار النهج الإنمائي الترابطي، مشيراً إلى هذا النهج كأحد أخطر تحديات التنمية المستدامة، والتي سلط السيد الحربش الضوء عليها بوصفها جوهر خطة أوفيد الاستراتيجية للعقد المقبل.