يقول الشيخ عبدالله بن خميس -رحمه الله: (إن أدبنا الشعبي في هذه البلاد يمايز الآداب الأخرى لأنه سليل أدبنا الفصيح وامتداده وليس ثمة انقطاع ولا شبه انقطاع بينه وبينه.. البحور هي البحور والقوافي هي القوافي والأوزان والتفاعيل والأغراض والمناهج هي هي ورثها عربي الجزيرة الأخير عن عربيها الأول فدرج عليها). وعليه فإن هناك من يهرف بما لا يعرف، بحسن نية حيناً وبسوئها حيناً آخر فيما يطرحه عن أوزان الشعر النبطي وعلاقتها بعلم العروض صانعاً ما استطاع التباين والفجوة، ومرجحاً دفة الفصيح على صنوه الشعبي دون أدنى توثيق أدبي مقنع، مع ملاحظة أن هناك بحوراً فصيحة استخدمت نبطياً مثل (الطويل في الفصحى بينما في النبطي الهلالي). تفاعيله: فعولن مفاعلين فعولن مفاعلين. نموذج فصيح: قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ نموذج نبطي: خلوجٍ تجدّ القلب بأعلى عوالها تكسّر بعبرات يحطمن سلالها 2 - (اسم البحر في الفصحى الوافر - اسم البحر في النبطي: الصخري). تفاعيله: مفاعلتن مفاعلتن فعولن نموذج فصيح: ألا لا يجهلن أحدٌ علينا فنجهلُ فوق جهل الجاهلينا نموذج نبطي: سقا صوب الحيا مزنٍ تهاما على قبرٍ بتلعات الحجازي وسأورد هنا نماذج لأبرز الشعراء (الطاروق: هزج ثلاثي) من شعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد: مساء الخير والإحساس والطيبه مساءٍ ما يليق إلاّ.. بأحبابي أيضاً (الطاروق: الرمل الثلاثي) من شعر طلال السعيد: يا دموعه ليش بيّن خضوعه ليش يجرح كبرياءه في رجوعه وكذلك (الطاروق: متدارك ثماني) من شعر خلف بن هذال: يا حبيبتي ترى القلب بعدك سرح وانجرح جرح ما شفت مثله جريح و(الطاروق: الممتد) من شعر فهد بن عافت: فتنة الحفل زيدي مشيتك بختَرَة كل خطوة بروق وكل لفحة صهيل كذلك (الطاروق: مجزوء المديد) من شعر عبدالرحمن الصفيان: نحمد الله جت على ما تمنّى من ولي العرش جزل الوهايب ... ... ... * من جهاد قلم في النقد - الجزء الأول - عبدالله بن محمد بن خميس * طواريق النبط: تأليف إبراهيم حامد الخالدي ** **