كان استهداف دور العبادة على النحو الذى ترفضه كافة الأديان، والشرائع السماوية، ويجافي مجمل القيم، والأعراف؛ إثباتاً للعمل الإجرامي على إستراتيجية القتل الشامل، وقدرته على نشر أيديولوجيته المنحرفة، والتي تستند إلى نسق فكري إستراتيجي متطرف، يستوعب الديناميكيات المتعلِّقة بتمدد تلك الجماعات الإرهابية؛ من أجل تشويه رمزيتها، كبيوت للصلاة، وانتهاك حرمتها، والتي تتخذ من المسلمين، وغير المسلمين شعاراً لحروب دينية، تأكل الأخضر، واليابس، - إضافة - إلى مخالفتها لما أمر به الشارع على سبيل الوجوب من المحافظة على المقاصد الشرعية الخمسة، والتي أجمعت كل الملل على وجوب المحافظة عليها، وهي: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال . مع اعتلاء أخبار العمليات الإرهابية مقدمات نشرات الأخبار، فإن تنظيم «داعش» يعتبر المشتبه به الرئيس في هجوم مسجد الروضة بشمال سيناء، بعد أن واصل الإرهاب الغادر استهداف دور العبادة، والأماكن المقدسة، بمعزل عن هوية ديانة القاتل، والقتيل؛ مما شكّل تحولاً كبيراً، له أبعاده - السياسية والدينية والأمنية -؛ وليرتفع عدد القتلى إلى 305، بينهم 27 طفلاً، وإصابة 128 آخرين، بينما بلغ عدد منفّذي الهجوم بين 25، و30 إرهابياً، يرفعون علم داعش. - وفي المقابل - فإن استهداف داعش التجمعات، والمساجد تحت توقيع الدولة الإسلامية، جعلت من خطر الإرهاب في المنطقة ليس خطرًا رئيسًا فحسب، بل هو الخطر المستهدف للأمن القومي، ولعدد من دول الإقليم؛ من أجل كسب هيبة بين مناصريه، وتخويف الدول المعادية له، - وأيضاً - ؛ من أجل كسب تعاطف عالمي مع الحالمين بالخلافة الموهومة. وسط حالة من القلق، والبحث عن أمل، وفي ظل واقع العنف، والفوضى، والعنف المضاد، والذي وصل إلى حدود استهداف دور العبادة، وتزامنت مع معطيات - محلية وإقليمية - شديدة الوطأة على مصر؛ متحمّلة إراقة دماء أبنائها، وإهدار ثرواتها، فإن العمل على استحضار الأبعاد - الإقليمية والدولية - لظاهرة التنظيمات الإرهابية، - سواء - فيما يتعلّق بطريقة عملها، أو فيما يتعلّق بإستراتيجيات مواجهتها؛ من أجل أن تتعامل مع هذا التحدي الكبير، أصبح مطلباً مشروعاً؛ ليتأسس على دعم الاستقرار، وليس المضي على طريق تعزيز أجندات إقليمية. بقي القول: لا يصح نسبة أي عمل إرهابي للإسلام، وترفضها الأديان، وحتى الإنسانية . - ومرة بعد أخرى - يثبت الإرهابيون أنهم أبعد الناس عن الدين الصحيح؛ كونه من أشد الأخطار التي تهدِّد السلم، والأمن - العالميين -، فالإرهاب جريمة تستهدف العالم أجمع، لا تفرِّق بين الأديان، والأعراق، وله هوية واحدة - فقط - ؛ لاستهداف قتل المدنيين الأبرياء؛ من أجل إرهاب الشعوب، والحكومات؛ لتغيير سياساتها، ومفاهيمها التي تدعو للتعايش السلمي.